يشعر بازاء المحنة أنها نتاج عدم تطبيق شريعة الله تعالى على هؤلاء المسلمين.. إنّ عدم تطبيق شريعة الله هو الذي أدى إلى تعميق التنافس بين الأخ وأخيه، حتّى ولدت مشكلة بين هذا وذاك.. حينئذ سيولد هذا الشعور موقفاً يختلف عن الشعور السابق والأسبق..« ([54]). إنّ الشهيد الصدر ـ كما يظهر هنا ـ قد امتلك وعياً عميقاً انطلق منه في حركته المباركة ومسيرته المظفرة، وعياً كونياً شمولياً قاده إلى ابتكار الوسائل والأساليب الأكثر قدرة على الوصول إلى الأهداف الحيوية في مشروعه النهضوي الكبير. ولقد شخص الإمام الشهيد أهمية وحدة الشعور، التي ينبغي أن تقود إلى وحدة الموقف عند الأُمة إزاء قضاياها المصيرية، ورأى ضرورة الاستعلاء على حالة التمحور حول الذات (شخصية كانت أم مذهبية أم إقليمية)، والارتقاء إلى مستوى الاهتمام بالكيان الكلي للأمة. وإذا كان ذلك كله شرطاً ضرورياً ومدخلاً أساسياً لنجاح البرنامج الطموح والمشروع النهضوي، فإن الذي يعنينا الآن تبين أبعاد منهجه في المشروع التقريبي. أوّلاً: الدعوة إلى زج الأُمة الإسلامية في حركة جهادية واحدة. إنّ الشهيد الصدر قدس سره كان يرى ضرورة زج الأُمة المسلمة في حركة جهادية، تقف فيها وجهاً لوجه أمام قوى الكفر العالمي. وكانt يرى ضرورة تصدي علماء الأُمة ومفكريها وطليعتها وجماهيرها لقوى ومخططات الاستكبار العالمي. إننا نجد في نداءات الإمام الشهيد قدس سره ما يعبر عن هذا الاتجاه بوضوح فقد قال قدس سره موجهاً نداءه إلى الشعب العراقي بعد احتدام المواجهة مع