نظرية الوحدة التي يولدها العدو المشترك والبلدان الاسلامية ابراهيم برزكر ([1]) نبذة تشكل كل من عناصر العدو أو المنافس أو المعارض أو المضايق أو التهديدات والمخاطر الهواجس الماثلة امامنا اركاناً لاتخاذ كل قرار سياسي او اجراء سياسي لتحليلاتنا السياسية. كما يؤدي حصول أي تحول وتغيير في مصاديق هذا العدو المشترك بمضي الزمن والتطورات المعاصرة الى حصول تحول وتغيير في معادلات السلطة وتغيير البيادق على صفحة شطرنج السياسة الوطنية والاقليمية والعالم. وتختص نسبة عالية من اوقاتنا وطاقاتنا وتفكيرنا وعلمنا بالمشاريع والمؤامرات والسلوك السياسي لاعدائنا ومنافسينا. ورغم ما ينطوي عليه العدو من ظاهرة سلبية وتنافسية لكن هذه الظاهرة لها جوانب وتبعات ايجابية كذلك. حيث ان العدو المشترك للشعب والمجموعة والحزب او الحضارة والثقافة يصطحب معه التآزر والوحدة والتضامن بين ابناء الشعب. اذ تؤدي تهديدات العدو التي تعرض كافة عناصر البلاد وحضارة تلك البلاد في ذات الوقت الى تحقيق التضامن الداخلي والى وحدة ابناء الشعب وتضامنهم. فعليه يعمل العدو بشكل غير ارادي نحو تحقيق الوحدة بين ابناء الشعب ويختلق الاعتزاز بالهوية والمناهضة للعدو ويثير المعنوية والتأكيد على الهدف ويولد الطاقة لاستمرار التحرك كما يثير العداء والتهديد الخارجيين الاحساس بالاتجاه في الطريق ونسيان الخلافات في الجبهة الداخلية. وإن التداعيات النفسية تكون مفيدة وتارة يدفع انعدام العدو الحقيقي المخططين الستراتيجيين الى اصطناع عدو افتراضي وخيالي والتشهير به في المجتمع وذلك من اجل مواصلة انسجام الجبهة الداخلية. وهو نفس ما وضعه المنظرون الاميركيون لملئ فراغ السلطة في اعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي بأشكال مختلفة في جدول اعمالهم. وقد بات العالم الاسلامي نظراً لحضور العداء الاستعماري في القرنين الاخيرين ونظراً لوجود ظواهر كاسرائيل وغزو اميركا لافغانستان والعراق واعلان الحرب الصليبية الجديدة من جانب بوش بات مستفيداً عملياً من موهبة العدو المشترك فينبغي على الصفوة من ابناء الامة الاسلامية تفعيل هذا الدافع في ضمائر المسلمين وذلك من اجل بلورة قوة جديدة عبر تحقيق الانسجام والوحدة واتصال القطرات مع بعضها. نظرية الوحدة التي يولدها العدو المشترك والبلدان الاسلامية في تحليل سياسي لفهم الممارسات السياسية ووضع الظواهر السياسية في المستويات الوطنية والاقليمية والدولية كيف يتم تقييم الدور الموضوعي للعدو او المنافس او المعارض والخصم والذي يعبر عنه بالمخاطر والتهديدات والهواجس القلق والانحرافات والمشاكل والتحديات والتساؤلات التي يطرحها الزمن؟ وما هي التداعيات العملية لهذا القطب المقابل سواء في اطار الشخصيات الانسانية او في اطار التيار المعارض لنا؟ وما مدى التأثير الذي يتركه التحول في هذه الشخصيات والتيارات او الانظمة والمعسكرات المضادة في المستويات المختلفة على الاوضاع وعلى الساحة السياسية؟ وما هو حد الافراط والتفريط في هذه الرؤية للعدو المنافس؟ فهذا هو الموضوع الذي سنتناوله في البحث في هذا المقال. 1ـ النقطة الاولى تتمثل في معرفة الحدود غير الصائبة في معرفة العدو إذ تلاحظ في هذا المجال بعض وجهات النظر المتطرفة افراطاً وتفريطاً فالبعض منهم يمنح الوزن والاعتبار لمتغيرات العدو الاجنبي خاصة والقوة الاستعمارية السابقة والقوى العظمى الحالية حيث ينسى ما يقع على عاتقه من مسؤولية والتزامات، ويعتبر اسباب كافة السلبيات والمشاكل والنقائص تعود الى الاعداء الاجانب ويعتبر ذلك يعود الى الوضع الهيكلي والوضع الهيكلي لا يمكن تغييره بين عشية وضحاها. إذن لم يجد هؤلاء سبيلاً سوى التسليم والرضا بالوضع ويعزو اسباب الفشل ليس في نفسه بل في مضايقات ومؤامرات الاعداء وهم مصابون (بتوهم المؤامرة)؛ رغم ان مثل هذه الاحساس والتقييم غير بعيد عن الواقع، إذ ينطوي على شيء من الحقيقة. فهناك بعض الشواهد ودلائل تاريخية تؤكد وجود هذا الشيء في المستويات المختلفة في ايران وفي العالم الاسلامي وفي العالم الثالث، لكن لا يجوز اعتبار جزء من الحقيقة بمثابة كل الحقيقة. وهذا يشكل تحريفاً للحقائق. 2ـ وفي مقابل ذلك هناك وجهة نظر اخرى تعتبر كل اثارة لدور العدو والمنافس والمؤامرات ومخططاتهم ضد البلاد بأنها وليدة (توهمات التآمر). فيقول البعض من هؤلاء بأن الايراينين يفترضون وجود الاصابع الانجليزية وراء أي سلوك وقرار احادي او كما يقول المثل الدارج (الشغلة، شغلة الانجليز) ويسرد هؤلاء لزعمهم هذا العديد من الشواهد والأدلة التاريخية والعلمية والنفسية([2]) ولذلك يبحث هؤلاء في مواقفهم المبدئية عن النواقص في الداخل ويقولون: (كل ما يجري علينا هو منا) فهؤلاء يبدون بشكل مبدئي حساسية تجاه الفاظ العدو والمؤامرة والمخطط ويوجهون اللوم والطعن الشديد للكتاب والخطباء ومن يستخدم هذه الألفاظ باعتبارهم يقيمون تحليلاتهم على قاعدة غير صحيحة ولا يؤدي هذا النمط من التحليل الى بلوغ الحقيقة والواقع الموجود. وتعكس هذه الرؤية وانصارها جانباً من الواقع النفسي السائد بين شعوب العالم الاسلامي والذكريات المرة من العهد الاستعماري واعتبار ذلك يشكل الحقيقة بأكملها ويصدق ذلك النقد المنهجي الموجه للقسم الأول الى هذا القسم كذلك. ان ما يدعو للدهشة هو كيف ينكر هذا الفريق هذا الواقع الكبير المتمثل باسم المنافس والمخالف والعدو بالمرة ويستهزئ بالذي يتحدث عن وجود هذا الشيء. فإنهم لم يدركوا طبيعة هذا السلوك السياسي المعطوف بالآخر والاجنبي. فالسلوك السياسي هو سلوك يعود بنسبة 50% على اقل تقدير بالآخر. فالآخر تارة يخرج على هيئة المنافس وتارة يظهر على شكل عدو داخلي وتارة بشكل العدو الاجنبي. وإذا كان من المقرر عدم وجود خارجي لواقع باسم العدو والمنافس وكل ما هو موجود هو من صنع ذهنياتنا وتخيلاتنا الانتزاعية لكان بمقدور أي بلد ان يحقق ما يهدف اليه من مصلحة واكتساب المنفعة دون ان يزاحم ذلك مصلحة الآخر وعدم حدوث اية حرب وعدم مشاهدة أي تحد في المجتمعات والنظام الدولي . فإن من يزعم وجود وهم المؤامرة وينكر بذلك واقع وجود العدو فهم كالفلاسفة المثاليين الواقفين الى جانب البحر او المسبح المملوء بالماء وينكرون بالأدلة التي يطرحونها عدم وجود حقيقة باسم الماء معتبرين ذلك أي الماء بأنه وليد لتخيلاتنا او تصوراتنا المثالية. فمن خلال تحليل السلوك السياسي لأحد الساسة او تحليل محتوى اقواله وكتاباته يمكن التوصل الى هذه الحقيقة بأن نسبة عالية جداً قد تصل الى نحو 50% من ذلك الموضوع الرقيق هو العدو والبرامج التي يحاول تنفيذها تجاهه كي يمكن من تحقيق مصالح بلاده. ويشبه الرجل الستراتيجي الاميركي برجنسكي الساحة السياسية والنظام الدولي بصفحة من الشطرنج. ويجب ان يكون سلوك الساسة كسلوك لاعب الشطرنج ينبغي عليه ان يحدس الحركات المحتملة للمنافسة والتفكير بحركاته القادمة.([3]) 3ـ تربط السلوك السياسي بموضوع العدو والاعداء والافعال وردودها صلة وثيقة وممزوج مع هذا الموضوع الى ذلك الحد الذي يؤدي غياب العدو او حذفه من الساحة الى انهيار الانتظام الفكري والسلوكي وحتى الميول الموجودة في الجبهة الذاتية بشكل استراتيجي. إذ يشكل العدو والمنافس جانباً من (الهوية والانتماء) لكل طرف من الاطراف المتشابكة. وتبقى الهوية تحمل معناها بوجود (الضد) فجانب من سؤال من انت يرتبط بما لم نكون ذلك. ومن هم الذين يختلفون معنا ومن هم الذين يختلفون معنا. ومن هم الذين ضدنا وممن لا تسير مصالحنا مع مصالحهم في اتجاه واحد وتحكم سلوكنا مع سلوكهم معادلة (يبلغ مجموعها الجبري صفراً) وإن تقسيم كعكة القيم بيننا وبينهم يكون على شكل تتضمن حصتهم وحصة اقل لنا. فعليه يبقى مبدأ الهوية دائماً مقارناً او نقيضاً لمبدأ الضد([4]). فالعدو يصطنع الهويات ويقدم تعريفاً وتعييناً للأفراد والبلدان ليكونوا في جناح ومعسكر وتارة يقول من لا يكون معنا، يكون ضدنا. حتى وإن كانت هناك جبهة ثالثة فمع ذلك لا يخرج الأمر من هذه القاعدة، بل ويعني ذلك ان الجبهة الثالثة قدمت تعريفاً مختلفاً لمصالحها واعدائها وتحديد هويتهم. فالمنافس المشترك والعدو المشترك كانا ومازالا موجودين في كافة الظروف وإن كان نامياً لكنه يتحول بتحول الأوضاع والأحوال وسيكون بحاجة الى تعريف مجدد واعادة البناء من الناحية النظرية والمصداقية. 4ـ تعتمد هويات المجموعات على أساس (العدو المشترك) لتلك المجموعات وهو موضوع يكمن في الحياة الاجتماعية للانسان. فهذه الغيرية والضدية تبدأ من الأسرة وترتقي الى مستوى القبيلة. والقبيلة هي مجموعة مؤلفة من عدد من الاسر كانت تعود الى سلالة محدودة يطلق عليها عادة اسم (آل) أو (بني) في العربية. مثلاً (بنو امية) الذين يشكل (امية) أصلهم المشترك. ففي النظام القبلي كان يشكل جميع الافراد المنتمين للقبيلة (ضميراً مشتركاً) ومجموعاً موحدأً وكان يطلق عليهم عنوان (الأخ) او (الاخوان) وذلك في مقابل افراد باقي القبائل الذين يعرفون (بالغير) او المنافس او العدو. فكان يتعين على كل فرد من افراد القبيلة ان يكون نصيراً لأبناء قبيلته في مواجهة عدوهم المشترك من القبائل الاخرى، دون ان يعرف ما إذا كان ظالماً أو مظلوماً لأن معيار الموقف او السلوك السياسي هو العدو او الاعداء المشتركين للقبيلة المنافسة: (انصر اخاك ظالماً كان أو مظلوماً). فالسلوك السياسي لأفراد القبائل كان معطوفاً بالآخر والعدو المشترك. وعلى هذا الأساس كان يعتبر كل واحد من افراد القبيلة المنافسة والعدو هدفاً للاصطياد وفي حالة ظهور نزاع بين فرد وفرد آخر من قبيلة العدو فكان ينبغي النهوض لنصرة ابن القبيلة وإن كان ظالماً في موقفه.([5]) فالسلوك القبلي والسلوك السياسي كان يرتبط بالعدو المشترك. وكان الاعداء المشتركون يتم تعريفهم بالقبائل المنافسة والتي تقف بوجه قبيلة الفرد فهذا البناء القبلي كان يحول دون بلورة بناء الدولة والحكومة. لأن البناء القبلي كان يستجيب لكافة دوافع الافراد القبلية([6]). خاصة كان العدو المشترك يتم تعريفه في مستوى باقي القبائل. لكن مصداق (العدو المشترك) قد تغير بعد مرحلة من المراحل. كمثال على ذلك واجهت القبائل السبع القاطنة في جزيرة بريطانيا قضية تعرف باسم قراصنة البحر وشكل القراصنة لجميع القبائل البريطانية المذكورة خطراً وتهديداً مشتركاً. وعرض القراصنة الطريق الحيوي للتصدير والاستيراد لهذه الجزيرة الى انعدام الأمن فهذا التحول في وضع العدو المشترك قد اوجد سلوكاً سياسياً مختلفاً وأدى الى بلورة ائتلاف بين القبائل والى رؤية تفوق الرؤية القبلية والاتحاد الملكي([7]) المؤلف من رؤساء القبائل السبع وأهمها كانت قبيلتي الانجله والساكسون ويصبح الشيء المهم والحيوي في بناء هذا المجتمع الجديد موضوع العدو المشترك الذي اصبح يشكل خطراً مشتركاً على حياة هذه القبائل. ففي شبه الجزيرة العربية يمكن ملاحظة هذه العملية لبلورة الدولة او بقاءها واستمرارها على اساس فرضية العدو المشترك. رغم ما لعبته الحلقات والتضامنات الدينية والايمانية والثورية في العالم في تغيير رؤية العرب وتفترض اساس السلوك القبلي بشكل مؤقت على اقل تقدير ويلعب التضامن والترابط الديني دوراً اساسياً اكبر في بلورة المجتمع الجديد باسم (الامة) و(الدولة). رغم ذلك يتم احياء العدو المشترك في الاطار القبلي مرة اخرى في عهد ما بعد عهد الرسول (ص) ويتم اعادة بنائه في الكثيرمن النقاشات حول خلافة الرسول (ص). كمثال على ذلك كان احد اسباب عدم تحقيق ولاية علي (ع) هو العدو المشترك الذي تمثل في قبيلة بني هاشم من جانب باقي القبائل. فكانت قبيلة بني هاشم قد افلحت في جعل مفاخر النبوة من نصيبها. فعليه كانوا يعارضون اجتماع النبوة والإمامة في قبيلة واحدة وهي قبيل بني هاشم؛ القبيلة التي قتلت الكثير من زعماء قبيلة قريش وخاصة على يد الإمام علي (ع)، وفي المراحل التالية تلعب فرضية العدو المشترك مرة اخرى دورها إذ تحول المرتدون ودول كإيران والروم الى عدو مشترك للمسلمين، مما ادى هذا العدو المشترك الى تحقيق انسجام وتضامن بين المسلمين ونسيان الخلافات الجناحية بينهم حول الخلافة. وقد أدى العدو المشترك في الجزيرة العربية وخارج الجزيرة الى تحكيم قواعد خلافة ابي بكر([8]). والكثير يرى بأن قتل عثمان جاء نتيجة تحول قريش الى عدو مشترك لباقي القبائل في الجزيرة ويرى هذا الكثير بأن قتل عثمان كان نوعاً من الاحتجاج على الميول المركزية لقبيلة قريش والاساءة الى سمعة باقي القبائل بعد عشرات السنين. ويمكن ملاحظة صدق هذه النظرية في عهد الدولة الاموية والدولة العباسية. كمثال على ذلك تمكن العباسيون برفع شعار (الرضا من آل محمد ـ ص) تعبئة العلويين والعباسيين والايرانيين وحتى المعارضين للحكومة الاموية. لأن بني امية كانوا قد تحولوا الى عدو مشترك لجميع هذه الأطراف([9]). فكان بنو امية قد تحولوا الى هدف مشترك ومستهدف من جانب الجميع. ولكن بعد بلوغهم هذا الهدف السلبي وحذفهم لبني امية وازالة سلطتهم فقد اختلفوا وتفرقوا الى فرق في المرحلة الايجابية والنظام البديل. فكل فرقة اتجهت الى طريق، لأن ما كان يربطهم مع بعضهم هو العدو المشترك. فعندما ازيل هذا العدو المشترك أي بنو امية انقطعت بذلك اواصر التضامن والائتلاف بينهم. فهذا الموضوع يعكس اداء العدو المشترك قبل الثورة وبعد الثورة. 5ـ وتلعب فرضية العدو المشترك دورها بأشكال متفاوتة وتجد مصاديقها المختلفة في انهيار السلالات والأسر المختلفة. ويؤكد ابن خلدون بشكل جيد وجود علاقة اكيدة بين استمرار العصبية والتضامن القرابي والقبلي مع السلوك التنظيمي المنسجم من جانب والحضور القوي لعدو مشترك. فعليه طالما تواجه هذه السلطات والعصبيات الحديثة الظهور عدواً مشتركاً ونظاماً مستقراً فإنها منسجمة؛ لكن بعد تحكيم السلطة والسلالة والانهيار الحتمي للحكومة السابقة فعندها تنفتح الخلافات المنسية وتشتعل هذه المرة نار الحرب على السلطة بين الاصدقاء وزملاء الأمس الذين تحولوا اليوم الى منافسين وأعداء بعضهم للبعض الآخر. ويرتسم ابن خلدون هذه القضية المتكررة في تاريخ السلالات بنظرة ثاقبة ويفشي هذه الطبيعة القانونية التاريخية([10]). اذن يقتل ابو مسلم الخراساني على ايدي الذين أوصلهم الى السلطة. وانه يذكر في رسالته التي بعثها الى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور هذه النقطة فيكتب بما معناه عندما يغرب العدو سيكون الوزراء وسواعد الدولة اول من يقضى عليهم: (إن ما تعلمناه من الايرانيين هو ان اخطر الظروف للوزراء هي الظروف التي يخمد فيها غوغاء الخلق ويسود البلاد الاستقرار)([11]). فالكثير من السلالات تأتلف بشكل عابر فيما بينها لتوطيد سلطتها كما تفترض بذلك لنفسها عدواً مشتركاً وبعد تقويضه تتجه نحو الآخر. فهناك الكثير من الشواهد يمكن ان نشير اليها اعتماداً على هذه القاعدة. كمثال على ذلك لقد تحولت في العهود التي تلت ذلك الامبراطوريتين الصفوية الشيعية والعثمانية السنية الى عدوين فيما بينهما وفي بعض الظروف كانت الدولة العثمانية تصبح عدواً مشتركاً للصفويين والاوروبيين وتستثمر الدولة الصفوية هذه الفرصة اذ تدور الامور لصالحها وتربح الكثير بذلك. 6ـ وفي القرنين التاسع عشر والعشرين تلعب فرضية العدو المشترك للخط العام للتحليل السياسي دورها في الاوضاع المعقدة. كالسياسات التي انتهجها بيسمارك والاتحادات البريطانية الرأسمالية والاتحاد السوفييتي الاشتراكي ضد العدو الفاشي والهتلري الالماني المشترك في الحرب العالمية الثانية. واحد النماذج التي تؤكد صدق هذه الفرضية في البلدان الاسلامية تتمثل في العدوان العسكري على افغانستان وغزو هذا البلد من جانب الاتحاد السوفييتي الاشتراكي. وقد تحول الاتحاد السوفييتي بخطوته هذه الى عدو مشترك لكافة الدول الاسلامية العربية وغير العربية والدول الغربية والولايات المتحدة الاميركية. وقد بلغ الجميع بهذه الخطوة الى الاتحاد ضد الاتحاد السوفييتي وفرض العزلة الشديدة على هذه الدولة. وقد توحدت كافة المجموعات والمنظمات والحركات الجهادية الافغانية باتجاهاتها ومذاهبها وطوائفها وقومياتها وعناصرها المختلفة ضد هدف سلبي متمثل بحذف العدو المشترك وبلغت الانسجام والتوحد. وقد لعب عداء الاتحاد السوفييتي المعتدي والمحتل دوره في بلورة هذه التنظيمات مع بعضها. ولكن بعد جلاء الجيش الاحمر من افغانستان، ظهر الخلاف والتشتت بين القوى الافغانية المناضلة. وقد عرضت كل واحدة منها مشروعها البديل لاكتساب السلطة وقامت بتنفيذه عملياً. فالمجموعات الستة المرابطة في باكستان قامت مع القوى الافغانية في بيشاور بتشكيل دولة مؤقتة دون التشاور والتنسيق مع المجموعات والاحزاب الشيعية الثمانية المرابطة في ايران او مع باقي الفصائل الافغانية مما اوجد ذلك خلافاً جدياً حتى بين المجموعات السنية الافغانية أي الجمعية الاسلامية الطاجيكية العنصر بقيادة احمد شاه مسعود والحزب الاسلامي بقيادة حكمتيار وهو من البشتون وكل واحدة من هذه المجموعات اختارت لنفسها طريقاً مستقلاً وبعد نحو عقد من الكفاح ضد الاحتلال السوفيتي وبعد عقد من الاتحاد بين هذه الاحزاب الجهادية على اساس العدو المشترك فقد ازيل موزائيك الانسجام والتضامن بين المنظمات الجهادية الافغانية وحل محله الصراع بين هذه التنظيمات والفصائل لاكتساب السلطة وتنفيذ المشروع البديل. وقد استمر هذا الصراع نحو عقد من الزمن وتم بذلك استعراض احد النماذج الملموسة جداً من الاداء المعاصر للعدو المشترك. كما ادى غياب العدو المشترك الى زعزعة (هويتهم) الموحدة وقد شكلت ازمة الهوية الناجمة عن هذا الشيء تحدياً عملياً امامهم .. كما شكل اجراء صدام حسين بغزو الكويت احد المصاديق البارزة الاخرى في مجال تحوله الى عدو مشترك للمجتمع الدولي بأسره إذ لم تبد اية دولة في العالم دعمها لخطوته هذه وقد تكون بذلك ائتلافاً عالمياً ضد هذه الخطوة([12]). وقد ادى ازاحة طالبان وصدام حسين الذين كانا يعتبران عدوين مشتركين لايران واميركا الواحد تلو الآخر وذلك في عامي 2002 و2003 الى دخول العلاقات الاميركية الايرانية في مرحلة جديدة. 7ـ وفي مستوى التحليل للنظام الدولي يمكن ملاحظة فرضية (العدو المشترك) بأقوى شكل في السلوك السياسي للولايات المتحدة الاميركية. فالسياسة الخارجية الاميركية في العقود الاربعة الماضية تقريبًأ من الحرب الباردة كانت في منحى احتواء الاتحاد السوفيتي وحلفائه وانتشار الشيوعية في العالم. ففي تلك الظروف كانت الولايات المتحدة الاميركية تبرر بيع اسلحة مصانعها وبرنامج مساعداتها الخارجية ودخولها في الاتحادات والائتلافات الدولية والسياسات الامنية ومصالحها. والاكثرمن ذلك لقد اتاح وجود الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي باعتباره خطراً وعدواً مشتركاً الفرصة لأميركا لتبرير حضورها في مختلف مناطق العالم كأمر منطقي وتوسيع نفوذها في بلدان العالم الثالث. ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظهرت الازمة في السياسة الخارجية الاميركية والسبب في ذلك كان يعود الى ازالة الاتحاد السوفيتي كعدو رقم واحد لها. وقد ادى غياب الاتحاد السوفيتي عن ساحة النظام الدولي ونظام الثنائي القطب الى حرمان اميركا من وجود عدو قوي كان يضفي المعنى على تنظيم سياساتها الداخلية والخارجية. فالتعريف الذي كانت تقدمه اميركا لمصالحها الوطنية والامنية والاتحاد والائتلاف مع الدول الأخرى ونزع السلاح والتنمية كان منبعثاً من العداء والتنافس مع الاتحاد السوفيتي بما يتطابق مع الاجواء السائدة على النظام الدولي ونظام القطبين والحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي واميركا. وقد ادى انهيار العدو المشترك الى فقدان كافة مفاهيم الامن والاستراتيجية والائتلاف وأصبحت اميركا تواجه ازمة انعدام المعنى وانعدام الهدف في سياستها الخارجية. كمثال على ذلك كانت تمتلك اميركا قوة عسكرية باهضة النفقات لكنها كانت لا تدري ما ينبغي عليها ان تعمل بهذه القوة. وكان لا يسعها تعيين هدف لهذه القوة. لأن المعنى والهدف كانا منتفيين. فالتحليل لمحتوى كلام بوش الاب والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ووزيري خارجيتهما كان يؤيد هذه الوجهة من النظر بان السياسة الخارجية الاميركية ليس لها أي هدف محدد.([13]) ويؤدي احد اداءات العدو المشترك الى ايجاد الانسجام والتضامن في المعسكر الاقليمي والدولي وكذلك الحال على الصعيد الوطني. فعليه لم يؤدي حذف العدو السوفيتي المشترك الى ايجاد تغيير وتحول في السياسة الخارجية الاميركية على الصعيد الدولي فقط بل كان لذلك تداعيات على مستوى التحليل الاقليمي والوطني لاميركا. فالعدو المشترك يؤدي الى تهميش الخلافات في الجبهة الداخلية الى مرحلة تالية وتتركز كافة الطاقات نحو العدو. لكن غياب العدو يؤدي الى احياء الخلافات القديمة المنسية وتظهر هذه الخلافات بشكلها الحاد ولذلك نحن نلاحظ اليوم طفوح الخلافات بين اميركا واوروبا على الصعيد الاقليمي وفي داخل المعسكر كما نلاحظ تفعيل الخلافات الداخلية في الامبراطورية الاميركية. كمثال على ذلك كانت تبلغ الميزانية العسكرية الاميركية في فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي نحو 200 مليار دولار في العام الواحد ولكن عند ازالة العدو، كان الشعب الاميركي يسأل عن جدوى النفقات العسكرية الباهضة ومن اجل محاربة أي بلد يتم انفاق هذه المبالغ الضخمة على الجانب العسكري؟([14]) فعليه يؤدي غياب العدو الى ظهور الضعف في الجبهة الداخلية وتضاعف الانسجام الداخلي وزيادة الخلافات والانشقاقات الداخلية والتي كانت لا تجد المجال لظهورها بسبب مخاطر العدو المشترك. فعليه للعدو المشترك مثل هذه الخصائص والانعكاسات الايجابية رغم معاداته. ومع زوال الاتحاد السوفيتي يبدو قد ادرك الجانب الاميركي بان وجود هذا العدو المزاحم كان يشكل في نفس الوقت نعمة وفرصة ليوفر للساسة الاميركيين التبريرات القوية لاعمالهم. وان الاشارة الى حقيقة تاريخية مشابهة تجعلنا اقرب الى المقصود. تمكن الرومان في عام 146 قبل الميلاد الغلبة على اخر عدوهم في قرطاجة([15]) واحرقت هذه المدينة. وبقي الرومان بعد ذلك امام باقي العالم لوحدهم أي مجموعة من الشعوب غير المتحضرة والضعيفة لا تشكل أي خطر عليهم، الوضع الذي يشبه الوضع الغربي بعد الحاقه الهزيمة بالشرق الاشتراكي. وقد تولى سيبون([16]) مهمة احراق قرطاجة. فعندما امر باضرام النار بالمدينة قال لا ادري سبب القلق العظيم الذي يساورني. فان اية حضارة لا يسعها النظر الى الفراغ الموجود حولها لمدة طويلة ولا تفكر بموتها. فكان الحل([17]) هو العثور على عدو جديد للرومان والذي تمثل في البربر([18]). ويقترب هذا الموضوع من خلال العثور على عدو جديد لمنع زوال عصبية ابن خلدون. 8ـ كما يكون للعدو واقع خارجي له ايضاً اداء متعدداً كمواصلة العصبية التي هي الاكسير المانح لحياة النظام السياسي والتركيز على الفعاليات المناوئة ومنح الهوية للمجتمع الداخلي وتقوية الانسجام والتآزر الداخلي كما له تداعيات ايجابية في السياسة الداخلية والسياسة الاقليمية والدولية، وفي المجموع يشكل المحور لتحليل السلوك السياسي. ويستطيع العدو الافتراض كذلك القيام باداءات (العدو الحقيقي) لان الانسان يتخذ قراره اعتماداً على (تصوره للواقع) وليس (الواقع) نفسه.([19]) فعليه يمكن تنمية هذه النظرية من زاوية اخرى كذلك وهي الجانب النفسي السياسي للموضوع. فالشيء الذي يؤدي الى تحقيق الانسجام الداخلي في الشعب او في الحضارة ليس (واقع) العدو نفسه بل (تصور) العداء والمهدد من شأنه ان يختلق مثل هذا الاحساس للتآزر والتضامن والوحدة في المجتمع. ولذلك كان يوصي الفلاسفة الكلاسيكيون منذ القدم للساسة تخويف الشعب بين الفينة والأخرى بوجود خطر العدو الخارجي في الكمين وعلى معرقة وذلك من اجل تقوية الوحدة والانسجام الداخلي للشعب.([20]) فعليه عندما يزول العدو المشترك يمكن اختلاق الطاقة بعدو خيالي مفترض ومصطنع وتأخير زوال العصبية واطالة حالة الانسجام والتضامن. فعليه تعتبر ستراتيجية (اصطناع العدو) او (العثور على العدو) او (تعظيم الاعداء الصغار في مختلف انحاء العالم) احد السبل التي يمكن من خلالها اكتشاف وتحليل طبيعة المنظرين الاميركيين من امثال (فوكوياما) و(هانتينغتون) او الستراتيجيين والساسة الاميركيين. اعتماداً على نظرية (العثور على عدو) ان السلطة السياسية التي تعمل لاحراز هويتها الوجودية والاتحاد والتضامن السياسي الداخلي تحتاج الى عدو يتمكن من مواجهتها لتحقيق هذه الخصوصيات في داخل النظام السياسي([21]). يقول استاذ جامعة هاروارد الاميركية هانتينغتون نقلاً عن كاتب قصصي (جان ايدايك): إن اعمق سؤال حول الدور الاميركي بعد الحرب الباردة هو: ما هي فائدة ان تكون اميركي دون وجود حرب باردة (مع العدو السوفيتي)؟ إذا كان الانتماء الاميركي يعني الالتزام بمبادئ الحرية والزعامة الشعبية والتوجه الفردي والملكية الخاصة ففي حالة انعدام امبراطورية سوفيتية تهدد هذه المبادئ من الخارج، في الواقع ما هو المعنى الذي يحمله الانتماء الاميركي وماذا سيحل بالمصالح الاميركية.([22]) فالهوية الوطنية للاميركيين كانت دائماً تحمل معناها في مقابل البلدان الاخرى او العدو المشترك. المجتع الاميركي مؤلف من عناصر وقوميات وبلدان واديان مختلفة ومنوعة فلذلك هذا المجتمع ارسى دائمأً هويته على اساس التقابل مع (الآخر غير المطلوب) من النواحي التاريخية والثقافية وكانت الولايات المتحدة الاميركية حتى أواخر القرن التاسع عشر تعرف نفسها في معارضة اوروبا وكانت اوروبا تحمل خصائصاً كالتخلف وغير الحرة وذات نزعة عدم المساواة والاقطاعية والملكية والتوسعية من النوع الامبريالي؛ في حين لم تكن اميركا آنذاك هكذا. ففي النصف الاول من القرن العشرين وصفت اميركا نفسها باعتبارها الزعيمة للحضارة الاوروبية والاميركية ضد المانيا النازية وفي اعقاب الحرب العالمية الثانية اعتبرت نفسها زعيمة للعالم الحر والليبرالي والديمقراطي مقابل الاتحاد السوفيتي والشيوعية العالمية. وكانت الحرب الباردة المبررة للكثير من الخطط والاجراءات العالمية لهذه الدولة لضمان مصالحها الوطنية. فالحرب الباردة أوجدت هوية مشتركة بين الشعب الاميركي وحكومته، لكن غياب العدو الحقيقي والمشترك جعل اميركا تعاني من الضياع والتخبط وانعدام الهوية وانعدام المعنى. وقد اثار ذلك شجاراً بين المنظرين العلميين والجامعيين وبين الساسة الاميركيين لتبرير الوضع الموجود ولذلك حدثت نظرية (نهاية التاريخ) لفوكوياما او نظرية (الصدام بين الحضارات) لهانتينغتون. كما كان يدور بين المسؤولين في الادارة الاميركية البحث حول هذا الموضوع. وتقول مستشارة الامن القومي لبوش (كونداليزا): لقد وجدت الولايات المتحدة الاميركية نفسها في غياب قوة الاتحاد السوفيتي في موقف صعب من تعريف مصالحها الوطنية، واننا لا نعلم كيفية التمييز بين عهد المواجهة مع الاتحاد السوفيتي ومرحلة ما بعد الحرب الباردة. ومازالت هذه المرحلة الانتقالية مهمة. لانها تمنحنا الفرص الاستراتيجية. وكان سقوط الاتحاد السوفيتي متزامناً مع الثورة الكبرى للمعلومات وتنامي العلوم الاساسية واللذين عملا على ايجاد تحول في المسيرة الاقتصادية في العالم، لكن السياسة الخارجية الاميركية لم تتمكن من تغطية كافة هذه القضايا.([23]) وقد تواصلت الجهود من اجل البحث عن (العدو الافتراضي) في التسعينات وبعدها فالكثير من المنظرين والستراتيجيين والساسة بذلوا جهودهم من اجل اعادة تعريف العدو المشترك في العصر الجديد وفي افول روسيا. فالبعض منهم اعتبر الاصوليين الاسلاميين والبعض الآخر اعتبر الصين وروسيا عدواً مشتركاً وفريق وصف الدول الشريرة كالعراق وايران وكوريا الشمالية وكوبا. وفريق اخر وصف اصحاب اسلحة الدمار الشامل اعداء اميركا في العصر الجديد. لكن هذه الجهود للعثور على عدو افتراضي لم تكن مقنعة. ويعتقد هانتينغتون ان نظام صدام لم يكن في مستوى العدو لاميركا. والاصولية الاسلامية كذلك تكون متفرقة كثيراً وبعيدة جداً من الناحية الجغرافية. والصين تكون مثيرة جداً للمسائل وفيها تكمن المزيد من المخاطر في المستقبل البعيد. فعليه لا يمكن اعتبار هذه المخاطر عدواً مشتركاً للمجتمع الاميركي. ويرى هانتينغتون العدو الجديد في اطار حرب حضارة ضد اخرى ووصف نظريته باسم (الصدام بين الحضارات).([24]) وكان هانتينغتون قد اعرب عن قلقه الواضح في مقال كتبه بعنوان (المصالح الستراتيجية الآخذة بالتغيير). حيال التحولات الآخذة بالحدوث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. فهذا يشير الى ان هاجسه الرئيس هو العثور على عدو جديد لتنظيم الستراتيجية الجديدة لاميركا.([25]) وكانت الاصولية الاسلامية التي ظهرت في اعقاب الثورة الاسلامية في ايران قد طرحت باعتبارها تشكل تهديداً؛ ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تحول هذا الخطر باعتباره تهديداً اساسياً على الغرب واميركا. ويطرح جان دانيال في مقال خطر الاسلام السياسي والمتطرفين المسلمين باعتبارهم يشكلون خطراً يساوي الخطر الشيوعي. ويتحدث دانيال في مقاله عن الشبه الموجود بين هذين الاثنين، ومنه ان الاصوليين الاسلاميين والماركسيين اللينيين يعتبرون العالم الغربي عدواً اساسياً وفاسداً ومعتدياً([26]).. ويصف الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون الاسلام السياسي الذي يستلهم افكاره من ايران الثورية هو (منافس) (للعرف الاجتماعي) الغربي فعليه يعتبر الاصولية الاسلامية المتأثرة بالثورة الاسلامية الايرانية البديل للتهديد الشيوعي.([27]) فالتبريرات التي قدمت لمواصلة بقاء الناتو في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي تمثلت بالاصولية الاسلامية. انهم يرون الاصولية والاسلام الثوري يشكلان اهم تهديد على امن الشرق الاوسط على وجود اسرائيل وحتى على العالم العربي غير الديني.([28]) ويصف ابراهيم يزدي تنامي الصحوة الاسلامية في البلدان الاسلامية بأنها تعود الى حديثين وهما: اولاً الثورة الاسلامية الايرانية التي اضفت الطابع السياسي على جميع الحركات الاسلامية فحتى ذلك الوقت لم يظن أي احد بمقدرة الاسلام ان يكون ايديولوجية للثورة. والظاهرة المهمة الاخرى كانت انهيار الاتحاد السوفيتي. وتركت هذه الحادثة اثراً بالغاً على البلدان الاسلامية وأدت الى تغيير وتعديل طريقة المجموعات اليسارية والماركسية في البلدان الاسلامية وقللت هذه المجموعات من صبغتها الماركسية والمناوئة للدين واقتربت من الحركات الاسلامية. ويضيف ولهذين السببين انه يرى بأن اميركا ستهتم بالاسلام في عملية البحث عن العدو الجديد. لان ذلك يجعل السالام بديلاً للعدو السابق (الماركسية) ويحاول بذلك التأثير على الرأي العام الاميركي وثانياً ستقترن تنمية الحركات السياسية الاسلامية بظهور المجموعات المتطرفة وخطر المسلمين المتطرفين.([29]) 9ـ ففي مثل هذه الوضعية التي تعرضت فيها اميركا الى فراغ في السلطة دون منافس ودون عدو كانت تشعر بمأزق شديد في الداخل والخارج. ففي الخارج تعرضت الى ضغوط الرأي العام لسحب قواتها من اوروبا ومن الناتو والكف عن حضورها في مختلف مناطق العالم بحجة محاربة النفوذ السوفيتي لانعدام وجود خارجي لمثل هذه الذريعة. وكانت تواجه كذلك في الداخل مشاكل جادة ولم يتوفر لديها المبرر لميزانية سنوية يبلغ حجمها 200 ـ 270 مليار دولار للنفقات العسكرية لوزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) واتخذت الخلافات والانشقاقات غير الفاعلة منحاً فاعلاً وكانت اميركا تواجه ظاهرة الزوال التدريجي للعصبية كما يروي ابن خلدون وكان قد بدأ العد العكسي. وقد اتاح الاجراء الاحمق وغير المدروس لصدام في غزوه للكويت وبعدها حادث الحادي عشر من سبتمبر وتفجير مباني التجارة العالمية الفرصة الاستثنائية لخروج اميركا من الطريق المسدود الذي كانت قد دخلت فيه.([30]) تلك الاجراءات التي حدثت في صفحة الشطرنج السياسي المعقدة قد ادت المنفعة والفرصة لاميركا بدل الاضرار بها. والاميركيون بدورهم قد استغلوا هذا الاجراء بأكثر ما يمكن مضخمين بذلك قوة الجيش العراقي ورفعوا مكانته ليكون رابع جيش في العالم من حيث القوة واعتبروا تهديد اسلحة الدمار الشامل العراقية تهديداً للسلام العالمي. او فيما يتعلق بحادث سبتمبر ضخموا منظمة القاعدة الى ذلك الحد الذي جعلهم يحلون الارهاب محل الشيوعية وكعدو جديد([31]) واظهروه للشعب الاميركي ولحلفاء اميركا السابقين بمظهر العدو القادم. لكن الاجراءات غير الحكيمة للقاعدة والمنظمات المشابهة لها في الشيشان وماليزيا واندونيسيا مازالت متواصلة فهذه الاجراءات مازالت تبرر لاميركا ضرورة حضورها في بلدان العالم وتدخلها في مختلف مناطق العالم. كما تؤدي هذه الاجراءات الى ظهور (الخشية من الاسلام)([32]) في الرأي العام في العالم والاساءة الى السمعة العامة للمسلمين في العالم وتشويههم.([33]) واذا ما صح انتساب عمليات تفجير القطار باسبانيا في مارس آذار 2004 ويتيح ذلك مرة اخرى الوقود اللازم لماكنة التدخل والعدوان الاميركي الفريد من نوعه حتى ويقرب ذلك المواقف الاوروبية الى اميركا. لأن آلية العدو المشترك تتوقع حصول مثل هذا الشيء باعتبار القاعدة العدو المشترك الذي يقرب اوروبا باميركا وتتحالف معها يؤدي الى نسيان الخلاف الاوروبي الاميركي. 10ـ ففي اوضاع الحرب الباردة كان العدوان والدول السائرة في فلكها يعمل على ايجاد المزاحمة للقطب الآخر وللدول المنافسة لها. فكان ينبغي القيام بتقييم كل خطوة وقرار يتخذه المنافس. فعليه كانت كل قوة من القوتين العظميين تواجه مانعاً كبيراً باسم المزاحمة من جانب القطب المنافس في خطواتها التغامرية. وفي الواقع كانت كل قوة والدول السائرة في فلكها تتحول الى اعداء مشتركين للطرف الآخر ويفرغون طاقاتهم المتكسدة ضد الاخر. ففي مثل هذه الوضعية كان العدوان المشتركان موجودين وكل واحد منهما كان يحاول الحد من حدود قوة الاخر وكانا متنافسين معاً على اساس قواعد (نظرية الالعاب). ويرتسم الامام السجاد زين العابدين (ع) هذا الموقف في اطار الدعاء وفي نص عرفاني. فيقول الامام (ع) في مجال انشغال قوة الاعداء والمشركين بعضهم ببعض وانشغال خواطرهم وسلوكهم بين بعضهم يؤدي الى انصراف اهتمامهم وسلوكهم حيال المسلمين. فالامام السجاد (ع) يقدم تعبيراً يشبه دعاء: (اللهم اشغل الظالمين بالظالمين)، فيقول فيه: (اللهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول اطراف المسلمين وخذهم بالنقص تنقصهم وثبطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم).([34]) ويقول الامام السجاد في مكان آخر في موضوع التعامل مع العدو: (اللهم واجعل له شغلاً فيما يليه وعجزاً عما يناويه).([35]) فلو اردنا دراسة الوضع الذي كان يعيشه العالم الثالث والعالم الاسلامي في فترة الحرب الباردة ونظام القطبين الاميركي والسوفيتي نظراً لانشغال الظالم الاول (اميركا) بالظالم الثاني (الاتحاد السوفيتي) يتيح ذلك فضاء وفرصة لتنفس المسلمين وارتياح بالهم. لكن انهيار الاتحاد السوفيتي قد عرض المصالح الوطنية للبلدان الاسلامية الى مزيد من الخطر. فهذه المرة ينوي الاميركيون للمرة الثانية الابقاء على هويتهم من خلال معرفتهم لعدو مشترك آخر. فالامام السجاد يدعو الله عز وجل الى عدم حدوث مثل هذه الوضعية لجعل المسلمين عدواً مشتركاً من جانب الاعداء بدل جعل الواحد منهم عدواً للآخر فالامام يدعو الله ألا نتحول الى عدو مشترك للاعداء. بل ان ينشغل الظالمون بالظالمين وان تتجزأ طاقاتهم واهتماماتهم والانصراف من معاداة المسلمين. فمنذ اليوم الاول من انهيار الاتحاد السوفيتي كان جلياً بأن البلدان الاسلامية ستواجه وضعاً اصعب فهل كانوا يمتلكون ادراكاً واضحاً عن تحليل النظام الدولي؟ وهل انهم لم يشاهدوا تداعيات هذا الانهيار في مهاجمة البلدين المسلمين افغانستان والعراق؟ اذ هاجمت اميركا العراق دون الاهتمام بقرارات مجلس الامن الدولي ومعارضته للقوى الاقليمية. وهل انهم لم يشاهدوا القمع القهري للفلسطينيين من جانب اسرائيل؟ فكل هذه الاحداث جاءت نتيجة لانهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يشكل العدو المشترك واحلال البلدان الاسلامية محل الاتحاد السوفيتي السابق. وتتابع اميركا اجراءاتها تحت الستار الجميل (الاصلاحات في مشروع الشرق الاوسط الكبير)([36]). الاجراء الذي اثار غضب البلدان العربية والاسلامية([37]). فالمكسب الاول لتحويل العالم الاسلامي الى عدو مشترك لاميركا هو الاتحاد وتقوية التضامن بين البلدان الاسلامية. وقد تحققت وتتحقق نسبة مئوية من هذا الاتحاد بشكل تلقائي، لكن المهم هو ان يتم ترسيخ هذه الفكرة وان تعتمد على استراتيجية مرتسمة من جانب الاستراتيجيتين في العالم الاسلامي. وقد اوجدت الاجراءات التعسفية والمتغطرسة لمسؤول الادارة الاميركية الممارسة منذ فترة الذعر والهلع في القوى الاقليمية في هذه المنطقة. فالاميركيون ينوون من خلال اجراءاتهم كاحتلال العراق المحافظة على احساس وجودهم في مركز العالم. لكن هذا الذعر يؤدي الى ايجاد وزن دبلوماسي وسياسي مقابل ذلك([38]). ويعني ذلك ان الذعر هذا يؤدي ذاتياً الى تحقيق الاتصال والترابط بين القوى الاقليمية كي تتمكن هذه الدول من خلال ائتلافها ايجاد وزناً مقابلاً. الاجراءات التي ينبغي ان تحدث بين القوى الاقليمية للعالم الاسلامي على اساس سلوك رد الفعل واحساس الخطر من المخاطرات الفعلية([39]). الاستنتاج 1ـ يشكل كل من العدو والمنافس والمعارض والمزاحم او التهديدات والمخاطر والقلق احد اركان اتخاذ أي قرار سياسي وتحليل سياسي. فيؤدي التحول والتغيير في مصداق هذا العدو المشترك يمضي الزمن والتحول في العهد الى حصول تغيير في معادلات السلطة وتغيير البيادق على صفحة الشطرنج للسياسة الوطنية والاقليمية والعالم. وتختص نسبة عالية جداً من اوقاتنا وطاقاتنا وتفكيرنا واعمالنا بالمشاريع والمؤامرات والسلوك السياسي لاعدائنا ومنافسينا. 2ـ رغم وجود الظاهرة السلبية في العداء والتنافس لكن هذه الظاهرة تنطوي كذلك على نتائج ايجابية. ومنها ان العدو المشترك للشعب وللمجموعة او للحزب او الحضارة والثقافة يؤدي الى ايجاد حالات الوحدة والتكاتف بين المتعرضين على هذه العدو. فالمخاطر والتهديدات الموجهة من جانب العدو الى كافة عناصر البلاد والى المجال الحضاري تؤدي الى تحقيق الانسجام وتقوية التضامن الداخلي والى وحدتهم. إذن يعمل العدو بشكل غير هادف الى ايجاد الوحدة ويولد الطاقة لمواصلة التحرك والشعور بالحركة في الطريق وتطوي الخلافات في الجبهة الداخلية لوضعها جانباً بتأثير من العداء والتهديدات الخارجية. 3ـ تبلغ التبعات النفسية للعدو المشترك ذلك الحجم الكبير من الفائدة حيث تدفع الستراتيجيين في حالة غياب العدو الحقيقي الى افتعال عدو خيالي لاستمرار الانسجام الداخلي والقاء ذلك على المجتمع. وهو ما يقوم به المنظرون الاميركيون في يومنا هذا بصور مختلفة في جدول اعمالهم لملء فراغ السلطة في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي. فالعالم الاسلامي ونظراً لحضور الاستعمار فيه في القرنين او الثلاثة الاخيرة ونظراً لوجود ظواهر كاسرائيل واخيراً الاجتياح الاميركي لكل من العراق وافغانستان واعلان الحرب الصليبية الجديدة من جانب الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش فانه بات يواجه عملياً عدواً مشتركاً. فمن خلال تفعيل هذا العنصر في الضمائر يتمكن المسلمون التوصل الى حالة الانسجام والوحدة وتشكيلهم لقوة جديدة وعبر تلاحم القطرات بينهم. 4ـ العدو المشترك يشكل الدافع لبذل الجهود واحساس الوجود في الطريق واحياء العصبية والغيرة التي هي من عوامل صنع الحضارة وتحقيق النصروالانتشار والتقدم لكل ثقافة وحضارة وسلالة ودولة. ولعل عدم اهتمام المسلمين بهذه الضرورة يكون قد ادى الى ركودهم بعد انتصارهم في الحروب الصليبية ودحر الصليبيين. لأن المسيحيين راحوا في اعقاب ذلك الى رفع معنوياتهم المنهارة وزيادة قدراتهم. في حين توجه المسلمون المنتصرون نحو الركود والسكينة بعد غياب عدوهم المشترك وزواله وبدأوا مرحلة التوقف والرخوة والضعف. ويمكن ان يشكل العدو المشترك فرضية للتخلف كذلك. 5ـ الوحدة القائمة على الحقائق الخارجية هي وحدة استراتيجية. والوحدة القائمة على الشيء الذي ليس في محله تشكل موضوعاً سلبياً. فهذه الوحدة بوسعها ان تشكل مقدمة تؤدي من خلال التوالي المنطقي الى الوحدة الغائية والوحدة في الاهداف الايجابية. القضية الاساسية هي الوحدة ضد العدو المشترك الذي قد هاجم فعلاً بلدين مسلمين ويوجد 20 بلداً آخر من هذه البلدان في قائمة اعماله. 6ـ ينبغي على المسلمين ادراك الوضع الموجود في النظام الدولي وخاصة على اساس معيار العدو المشترك والتبدلات التي حدثت فيه والبحث عن اعداء افتراضيين (خياليين) وتجنب التحول الى عدو مشترك لاميركا. وتجنب كل اجراء غير مدروس يؤدي الى افادة الخصم منه على صفحة الشطرنج السياسي الكبير حيث ادت جميع اجراءات صدام والقاعدة وباقي القوى المتطرفة الى افادة الاميركيين منها. 7ـ ينبغي على البلدان الاسلامية الاهتمام بالتداعيات النفسية السياسية لموضوع العدو المشترك. والافادة من والواقع والتهديدات الفعلية والكامنة للعدو في غياب الاتحاد السوفيتي السابق وزيادة نسبة التضامن بينها وبذل الجهود في نفس الوقت تجنب التحول الى عدو مشترك والاقتداء بدعاء الامام زين العابدين عليه افضل الصلاة والسلام: اللهم اجعل بأسهم بينهم واشغل الظالمين بالظالمين. بل العمل على جعل الآخرين من الظالمين عدواً مشتركاً لهم. اذن ينبغي عليهم احساس الوضع السائد في النظام الدولي ويجعل احساسهم لهذه المخاطر اكثر تقارباً فيما بينهم. 8ـ اذا كانت البلدان الاسلامية تنوي من خلال اعتماد نظرية العدو المشترك التوصل الى اتحاد او ائتلاف فينبغي عليها احساس مثل هذا التهديد والمخاطر حيال الحضارة الخارجية وغير الاسلامية. لكن الواقع هو ان معظم الهواجس الامنية للبلدان الاسلامية تكون ناجمة عن البلدان الاسلامية الاخرى سواء أكان ذلك بين الدول العربية او بين ايران وتركيا والدول العربية.([40]) فكانت بلدان منطقة الخليج الفارسي تخشى ايران الثورية وكانت هذه البلدان بعد الحرب الايرانية العراقية تخشى العراق اكثر من خشيتها من اسرائيل. وكانت تركيا تخشى الحركات الكردية الداعية الى الحكم الذاتي ومن العراق وسوريا اكثر من خشيتها من اوروبا واسرائيل. فالكثير من البلدان الاسلامية لها خلافات حدودية فيما بينها. ويشكل موضوع القوميات في هذه الدول مصدراً مهماً للتوتر واثارة الخلافات بينها.([41]) رغم هذه النقاط التي اشرنا اليها يبدو ان اجراءات الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش في مهاجمة افغانستان والعراق كبلدين مسلمين وتهديده لباقي البلدان الاسلامية بذريعة برنامج الاصلاحات في الشرق الاوسط الكبير وكذلك عدم ابدائه رد فعل تجاه تصرفات شارون المتطرفة في قمع الفلسطينيين جعلت اميركا في موقع المهدد المشترك للبلدان الاسلامية ويرى المسلمون بغض النظر عن هويتهم المشتركة انفسهم مضطرين للدفاع عن استقلالهم وهويتهم ومصيرهم وذلك من خلال التقارب بينهم وفي اطار ائتلاف بينهم لمواجهة التهديدات والمخاطر المشتركة. -------------------------------------------------------------------------------- [1]– عضو الهيئة العلمية بجامعة العلامة الطباطبائي. [2] ـ راجع مقالات احمد اشرف ومجيد محمدي في مجال (توهم التوطئة) في ثقافة الايرانيين. [3] ـ زبيغنو بريجنسكي: الشطرنج الكبير للقطب الاميركي ومستلزمات الجيواستراتيجية، مختارات كتاب في جام جم، 19/1/1382، العدد 833، ص 8، ترجمة عباس فتاح زادة. [4] ـ غي روشه، التغييرات الاجتماعية، ترجمة منوجهر وثوقي، طهران، نشر ني، ص13. [5] ـ زين العابدين قرباني، اسباب تقدم الاسلام وانحطاط المسلمين (علل بيشرفت اسلام وانحطاط مسلمين)، طهران، دفتر نشر فرهنك اسلامي، 1361، ص 98، عبدالعزيز سالم، تاريخ العرب قبل الاسلام، ترجمة باقر حيدري نيا، طهران، انتشارات علمي وفرهنكي، 1380، ص 311. [6] ـ بارنز وبكر، تاريخ الفكر الاجتماعي من المجتمع البدائي وحتى المجتمع الحديث، ترجمة واقتباس جواد يوسفيان، علي اصغر مجيدي، طهران، شركة سهامي انتشار، 1358، ص 320. [7]- United Kingdom. [8] ـ حسين مونس، تاريخ قريش، العصر الحديث، للنشر والتوزيع، 1423 ق/ 2002م. [9] ـ احمد رضا خضري، تاريخ خلافة العباسيين من البداية وحتى نهاية البويهيين، طهران، سمت، 1379، ص ع. [10] ـ ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، المجلد الاول، ترجمة بروين كنابادي، طهران، انتشارات علمي وفرهنكي، 1362، ص 334. [11] ـ نفس المصدر، ص 491 ـ 292. [12] ـ للمزيد من الدراسة راجع: استانلي ايمارنشون، علم النفس السياسي لحرب الخليج الفارسي، ترجمة جليل روشنه ل، طهران، مكتب البحوث السياسية والدولية، مقال رونيس، ص 91 ـ 397. [13] ـ عبدالعلي قوام، حوار مع جام جم، 27/5/1381، ص 18، س 656. [14] ـ ابراهيم يزدي، نياز به دشمن (الحاجة الى عدو) صحيفة شرق، 5/7/1382، العدد رقم 26، ص 5. العلوم السياسية لجامعة طهران، العدد 28، شهر اذر عام 1370. [15] - Carthage. [16] - Scipion. [17] - Polybe. [18] ـ [19] ـ راجع: ابراهيم بزركر، رهيافتي روانشناختي سياسي به نقشه رساندها در صلح (الدور النفسي والسياسي لاجهزة الاعلام في السلام) مؤتمر ائتلاف وكالات الانباء في العام، 1380. [20] ـ اسطر، سياست، ترجمة حميد عنايت، طهران، كتاب بنجم، البند 5، ص 229. [21] ـ سيد مهدي حسيني، نكاهي به اهداف وبرنامه استراتجي امريكا در فرايند تحول نظام بين الملل (نظرة الى الاهداف والبرامج الاستراتيجية الاميركية في عملية تحول النظا الدولي) المؤتمر الثاني عشر للخليج الفارسي، طهران، مكتب البحوث السياسية والدولية لوزارة الخارجية، اسفند 1381، نقلاً عن جام جم، 21/1/82، ص 8. [22] ـ نفس المصدر. [23] ـ نفس المصدر. [24] ـ ساموئيل هانتينغتون، الصدام بين الحضارات، ترجمة مجتبى ايسري، طهران، مركز جاب وانتشارات امور خارجة،1381. [25] - Samuel p. Huntington K. American Changing Strategic, Interestsk Survial, 33, Jan - Feb. pp. 12-13. [26] ـ جان دانيال، اسلام كراني جانشين كمونيسم (الميول الاسلامية بديلا عن الشيوعية) ترجمة زهرا رهباني، بولتن رقم 69، مكتب الدراسات السياسية والدولية، العام السابع، فروردين، 1372، ص 69. [27] ـ ريتشارد نيكسون، فراسوي صلح (وراء السلام) صحيفة اطلاعات، الاحد 21/3/1374، ص 12. [28] ـ نيكي كدي، مارك كازيد روسكي، لا شرقية لا غربية (العلاقات الخارجية الايرانية مع اميركا والاتحاد السوفيتي)، ترجمة ابراهيم متقي والهه كولائي، طهران، نشر مركز الناء انقلاب اسلامي. 1379، ص 216. [29] ـ ابراهيم يزدي، نياز به دشمن (الحاجة الى عدو)، صحيفة شرق، العدد 26، 5/7/1389، ص 5. [30] ـ نفس المصدر. [31] ـ عبدالعلي قوام، الارهاب بدل الشيوعية، استراتيجية صناعة العدو في اميركا، جام جم، 27/5/656. ص 8. [32] - Islmmphobia. [33] ـ فادي اسماعي، ظاهرة الخوف من الاسلام، ترجمة برويز شريف، النشرة الشهرية اسلام وغرب لوزارة الخارجية، العام الاول العدو المقدم الثاني مرداد 1376، ص 33 ـ 40، نقلاً عن مجلة الدبلوماسي، العام الثاني العدد 5 حزيران 1997. [34] ـ الامام السجاد (ع)، الصحيفة السجادية، ترجمة وشرح علينقي فيض الاسلام، طهران، 1375 ق، دعاء 14، فراز 6 ص 106. [35] ـ نفس الدعاء، 17، فراز 10، ص 184. [36] ـ النص الكامل لمشروع الشرق الاوسط الكبير في الشرق، عدد خاص بنوروز عام 1383، ص 20. [37] ـ كاحتجاج البلدان العربية في اجتماع القمة العربية في القاهرة، اسفند عام 1382. [38] ـ حوار اشبيغل مع امانوئل تود المؤرخ الفرنسي المدرج في صحيفة ايران، العدد 2426، تاريخ 16/1/1382، ص 15. [39] ـ اشارة الى كلمة جورج دبليو بوش بعد مهاجمة نيويورك وواشنطن في سبتمبر عام 2001. [40] ـ محمود سريع القلم، السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، بازبيني نظري وباراديم ائتلاف، طهران مركز تحقيقات استراتجيك، 1379، ص 113، 112. [41] ـ نفس المصدر، ص 115.