حوار الحضارات ضرورة إنسانية : وبعد ، فقد تكلمنا فيما مضى عن التفاعل الحضاري بين الأمم والشعوب ، وعن حدود العلاقة ومجالات الحوار بين المسلمين والغرب ، وعن الأقليات الإسلامية وحاجتها إلى الحوار مع المجتمعات التي تعيش وسـطها ، وإذا كان لابد من الحديث عن ضرورة الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة فإن ذلك ينبع من طبيعة هذا العصر الذي تزايدت فيه عوامل الاتصال بين الشعوب بفعل معطيات الثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم اليوم وسرعة نقل الحدث وانتشاره في أرجاء العالم ، مما يجعل الحوار ضرورة من ضرورات العصر. إن المفكرين اليوم يتفقون على أن العزلة بين شعوب العالم أصبحت مستحيلة بفعل سقوط الحواجز بين بني البشر ابتداء من الثورة الصناعية التي عملت مخترعاتها على التقريب بين الأمم ، ثم جاءت الثورة الحديثة في وسائل الاتصال المعاصرة فقضت على البقية الباقية من الانكفاء والانعزال ، فالزمن اليوم يتسارع في خطاه نحو التواصل ومن يتباعد عن ركب الحضارة اليوم يودي بنفسه إلى الضياع ، والقاعدة الإسلامية تقول: إن الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها أخذها ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، وإن ما يقدمه العلم من مخترعات وابتكارات يمكن للمسلمين أن يوجهوها وجهة الخير وأن يوظفوها لإشاعة الرشد والصلاح . وبناء على ذلك فإن أخطر مايقدم إلى هذا الجيل هو الحديث عن العزلة والانكفاء على الذات بدعوى الإعداد لمولد حضارة متميزة لا يخالطها شيء من أوشاب الحضارة المعاصرة ، لأن هذا التفكير يعزل أصحابه ويضعهم خارج دائرة الحركة والصراع الذي يمر به العالم المعاصر . ومن هنا تبرز الحاجة إلى حوار هادف يقوم بين الحضارات والثقافات تتطلبه طبيعة هذا العصر الذي اشتد فيه الصراع بين الدول والأمم والشعوب وانتشر فيه النزاع حول المصالح والمواقف والسياسات ، وأخذ تعامل البشر فيه طابع الحدة والضراوة ، بينما تراجعت فيه القيم الإنسانية السامية التي تحث على التسامح والتراحم وتدعو إلى الإيثار وحب الخير ، وبالقدر الذي تشتد الحاجة فيه إلى حوار جدي لمد جسور التفاهم بين الشعوب والأمم تبرز حاجة مماثلة لتهيئة الأجواء الملائمة لإجراء ذلك الحوار بغرض توجيهه الوجهة الصحيحة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة والغايات المرجوة . وإن أهم الشـروط والضوابط لتحقيق تلك الأهداف هو تفعيل قاعدة الاحترام المتبادل وضمان قدر كاف من الموضوعية والجدية في عناصر الحوار المرتقب الذي يعمل على تعزيز الجهود الإنسانية الصادقة من أجل تقوية أسباب السلم في مدلوله العام ، وتدعيم دواعي الأمن في مفهومه الحضاري الشامل . وإذا كان العدل والحق والمساواة بين الناس هو السند الفكري لقواعد القانون الدولي ، فإن هذه المفاهيم أصل ثابت من أصول الإسلام الذي أنزله الله رحمة للعالمين ودعا فيه إلى إقامة الموازين بالعدل والقسط بين الناس أجمعين ، حتى أن القرآن الكريم ليشـير إلى أن غاية الرسالات السماوية التي جاء بها الأنبياء جميعا هو تحقيق العـدل والقسـط بين الناس ، وذلك في قوله تعالى (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ))[48] فإذا استند الحوار بين الثقافات والحضارات إلى هذه القاعدة وكان الهدف منه هو تقوية هذه المفاهيم كان هذا الحوار خيرا للإنسانية في حاضرها ومستقبلها، وكان عملا صالحا ومنهجا قويما يقره الإسلام ويدفع الأمة باتجاهه . ولكن المتابع لشـكل الحوارات القائمة بين الحضارات وطبيعتها يدرك أن هذا المنهج الحضاري المطلوب اتباعه ، يتم تجاوزه في أغلب الأحيان وعلى أكثر من مستوى بدافع غلبة روح الهيمنة لدى بعض الأطراف، حرصا منهم على المصالح المادية الآنية على حساب القيم والمبادئ الأخلاقية السامية ، ومن هنا تبرز رغبة بعض أطراف الحوار في الغرب على فرض هيمنة ثقافة الغرب وحضارته على الثقافات والحضارات الأخرى ، وهو أمر واقع له آثار ملموسة ، وحقيقة ظاهرة لا سبيل لإنكارها أو تجاوزها . وفي مقابل ذلك نقول: إن المسلمين وعلى مدى تاريخهم القديم والمعاصر أثبتوا أنهم دعاة حوار وتفاهم وتعاون بين بني الإنسان ، وهم يصدرون في ذلك عن مبادئ دينهم وتعاليمه وعن قيم الحضارة الإسلامية التي تعايـش في ضلالها أكثر الملل والنحل وأصحاب الحضارات والثقافات المختلفة في أخوة إنسانية بعيدة عن التعصب أو فرض الهيمنة ، وهو أمر يشهد به غير المسلمين في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من صعيد . إن التسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات والحوار معها والتعاون لما فيه الخير للبشرية من المقومات الأساسية للمجتمعات الإسلامية ، حيث كان الفكر الإسلامي أول الأفكار الذي استطاع استيعاب وجهات النظر العلمية المتعددة وهضمها والتفاعل معها مما كان سـمة بارزة للمبادئ التي جاء بها الإسلام الذي أقر التعدد والاختلاف ودعا إلى التعايش الحضاري والثقافي بين بني البشر ، ذلك أن الإسلام دين حياة وطاقة للبناء والتقدم، وليس دين جمود وانكفاء ، وهو نظام يدعو إلى تبادل المنافع والخبرات لغرض صياغة حياة فاضلة تحقق لأتباعه المزيد من الاستقرار والازدهار . وفي الوقت الذي يرفض فيه الإسلام فكرة تقليد الأمم الأخرى في عاداتها وسلوكها ويرفض مظاهر الحضارة التي تتعارض مع القيم الإسلامية في اللباس وطرائق المعيشة، فإنه في نفس الوقت يسمح بالنقل والاقتباس من تلك الحضارات والثقافات في جميع مجالات الحياة الأخرى حينما لا يشكل النقل خروجا عن المبادئ والقيم الإسلامية وثوابتها الأساسية ، ذلك أن الحضارة الإسلامية لم تكن حضارة قومية أو إقليمية ، وإنما هي حضارة إنسانية تمكنت أن تستوعب الجوانب المضيئة في حضارات العالم وتفيد منها إلى أقصى حد ممكن . وإذا كان الحوار مع الآخر( حوار الحضارات والأديان ) ضرورة إنسانية أملتها طبيعة الحياة المعاصرة ، فإنه في الإسلام واجب شرعي وتكليف ديني ألزم الله به المسلمين حرصا على إشاعة قيم التعاون والتسامح في إطار وحدة الجنس البشري وصدق الله تعالى إذ يقول (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ))[49] . المحور الثالث: أثر ثقافة الحوار في نجاح الدعوة المتتبع لطبيعة الدعوة من حيث مناهجها وأساليبها يجد أنها اعتمدت جملة من المناهج والأساليب ، منها المنهج العاطفي الذي يعنى بتحريك الوجدان والشعور ، ومنها المنهج العقلي الذي يدعو الإنسان إلى التفكر والتدبر والاعتبار ، وأبرز تلك الأساليب وأهمها هو الحوار الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))[50] والواقع أن الحوار منهج جامع لكل هذه المعطيات التي أشارت إليها الآية الكريمة ، فهو يشمل الحكمة التي تعني إصابة الحق بالعلم والعقل ، والموعظة الحسنة التي تعني القول الصريح اللطيف اللين[51]على حد قوله تعالى (( وقولوا للناس حسنا ))[52] ، ويشـمل الجدل الممدوح الذي يهدف إلى إحقاق الحق ونصرته والذي قيّده القرآن الكريم بالتي هي أحـسن ، مما يجعله أبرز الأسـاليب وأهمها في توجيه الناس ودعوتهم إلى الخير والصلاح . وتظهر أهمية الحوار في الدعوة من خلال عدة أمور ، هي : 1 ـ إن الحوار أمر فطري جبل الله الإنسـان عليه ، يحرص عليه الناس لتبادل الأفكار والطروحات ، والأمور الفطرية لابد للداعية من ملاحظتها ومراعاتها . 2 ـ إن الله تعالى أمر باستخدامه في التبليغ ، فقال تعالى (( ادع إلى سـبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) وقال تعالى (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ))[53] وقد حرص الأنبياء على استخدامه في الدعوة ، قال تعالى (( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه …))[54]وقال تعالى (( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا… ))[55]. 3 ـ إن الدعاة والموجهين والمربين منذ فجر الدعوة إلى اليوم يستخدمون الحوار في تبليغ الدعوة ومحاجة المعاندين والذود عن حياض الأمة والدفاع عنها ، وما ورد عنهم من ذم واستنكار للجدل فهو محمول على الجدل المذموم واللجاج العقيم الذي لا يقصد منه إلا الصراع والتناحر . ويمكن لنا أن نتلمس آثار الحوار وثمراته في ميدان الدعوة من خلال جملة من المعطيات والعناصر التالية : الحـوار لغة الحـياد : الهدف من الدعوة إلى الله تعالى إرجاع الإنسـان إلى فطرته ، لأن الإسلام هو دين الفطرة (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ))[56]ولأن الهدف من الدعوة تقويم الإنسان والعناية بفكره فقد وجهنا القرآن الكريم إلى استخدام أسلوب الحوار معه ، فلا نبدأه بتحدي معتقده ومهاجمة تصوراته ، وإنما نحاوره عن طريق إثارة الشك فيها ليكون قابلا للأخذ والرد ومعرفة الصواب من الخطأ ، ولتهيئة نفوسهم للدخول في الدعوة أوالاستماع إليها بهدوء وقناعة واطمئنان ، ولاشك أن الحوار يعمل على سيادة روح الحياد الفكري في ميدان المحاجة العقائدية ، لأن نبذ الحوار وتجاوزه يبعث على أن يخطأ كل طرف الطرف الآخر بغضب وتناحر وصراع يغفل سداد الفكر وحكمة الدعوة وعندئذ يفوت الغرض من الدعوة ونعود إلى الهدف بما يناقضه . هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن التمادي بالباطل قبيح ومرفوض ، ولا يمكن تهيئة جو علمي للتنازل عن طبيعة العناد والتعصب الذي يسود ميدان الصراع العقائدي أفضل من الحوار الهادئ البناء ، يقول الله تعالى (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ))[57] وفي هذا دعوة إلى الحوار في تبليغ الناس ودعوتهم إلى الحق ، والملاحظ أن القرآن لم يركزعلى نقاط الخلاف وإنما ركز على نقاط الالتقاء والقواسم المشتركة للانطلاق منها ، وهذا هو لب الحوار وجوهره ، إنه أسلوب حكيم يراد منه جمع الناس على المبادئ العامة التي يلتقون عليها ليشعروا بالقرب من بعضهم ، ومن ثم البحث في التفاصيل بروح إيجابية مرنة ، لأن البحث في نقاط الاختلاف يولد جوا مشحونا من التعصب والبغضاء بما لايدع مجالا للحوار ، ومن هنا يكون الحوار لغة الحياد والتفاهم بين المسلمين وأتباع الأديان الأخرى في ميدان الدعوة إلى الله . الحـوار منهج عقلي وعاطفي : تعتمد الدعوة في تبليغ عقيدتها وأحكامها وفي الرد على المعاندين وإبطال حججهم على منهجين أساسيين هما: المنهج العقلي والمنهج العاطفي حيث يعنى المنهج العقلي بالمحاكمات والمناظرات والأقيسة العقلية ، ويعنى المنهج العاطفي بتأليف القلوب واستمالتها وتثبيتها وإثارة كوامن النفوس ، والحوار صيغة جامعة لهذين المنهجين مما يجعله وسيلة من وسائل الدعوة المعاصرة . ويستخدم الحوار ضمن عناصر المنهج العقلي مع الذين ينكرون الأمور الظاهرة والمسلمات العقلية ، والمعتدّين بعقولهم وأفكارهم ونظرياتهم العلمية ، إذ لا يجدي مع هؤلاء إلا الحوار والمناقشة العقلية ، لاسيما أن فئة من الناس ظهرت الآن تدعي التمسك بالمنهج العلمي قائلة: لا نعترف إلا بما يؤدي إليه الدليل العلمي! لذا كان لزاما على الداعية أن يتسلح بالحوار العقلي ليقرع الحجة بالحجة . كما يستخدم الحوار العقلي مع المنصفين من الناس البعيدين عن التعصب لآرائهم المتجردين عن الأغراض الذاتية ، فإن مثل هؤلاء لا يحتاجون إلى حوار معقد إذ ليس ثمة حاجز كبير من العناد يحول بينهم وبين الوصول إلى الحقيقة ، وإنما يكفي معهم العرض الودي للإسلام وفق منهج عقلي سهل يقوم على المسلمات من الأمور . إضافة إلى أن التواصل الكوني الكبير ، وثورة المعلومات الآخذة في الاتساع وضعت إنسان العصر الحديث ضمن هالة ضخمة من المعلومات والمعارف المتنوعة ، مما أوجد نوعا من الإرباك في قابلية الاعتقاد والتصديق لدى كثير من الناس، هذا الوضع الجديد يوجب على الدعاة استخدام الحوار العقلي والمنطقي حتى يتسنى لهم اختراق وتجاوز الضبابيات والغشاوات التي خلفها تدفق المعلومات على بصيرة بني البشر اليوم . ويستخدم الحوار ضمن عناصر المنهج العاطفي مع الجاهل الذي يحتاج إلى الرفق واللين أكثر من غيره ، ومع الفئة التي لا يعرف مستوى إيمانها قوة وضعفا من خلال استثارة عواطفها لتحديد الأسلوب الذي يناسبها ، كما يمكن استخدام الحوار العاطفي مع أصحاب القلوب الرقيقة والمشاعر الجياشة كالنساء والأطفال والمرضى لبعث الأمل في نفوسهم وتذكيرهم بالثقة بالله تعالى ، ويستخدم الحوار العاطفي في دعوة الآباء لأبنائهم والأبناء لآبائهم . ويمكن للداعية أن يمازج بين المنهجين العقلي والعاطفي في عملية الحوار حسبما يقتضيه حال المدعو والظروف المحيطة به ، وقد أشرنا إلى هذه الأساليب الحوارية ( العقلية والعاطفية) عند حديثنا عن نماذج من الحوار في السنة النبوية في المبحث الثالث من الفصل الثاني من هذه الدراسة ، مما يؤكد عمق الصلة بين الحوار من جهة والدعوة ومناهجها من جهة أخرى ، ويثبت الآثار الإيجابية للحوار في دعوة الناس إلى الخير وتوجيههم نحو الصلاح . الحماسة للحق وكراهية الباطل : يربي الحوار في نفوس الناس الحماسة للحق وتحري الصواب، من خلال اعتماد الحجة الدامغة ، كما يربي كراهية الباطل ونبذ الشـرك والإلحاد من خلال التفكير السليم الموصل إلى الحقائق بأسلوب سهل وصحيح ، والمتتبع لنماذج الحوار التي أوردنا طرفا منها يرى أنه يربي مشاعر الحماسة للحق الذي يريد المحاور إثباته ، ويدفع باتجاه رفض الباطل وعدم التمسك به التزاما بما طرح في المحاورة من الحجج والبراهين المقنعة ، وأبرز الأمثلة على ذلك مانلحظه من الحماس والتضحية التي تمثل بها إبراهيم عليه السلام في حواره لقومه حين حطم الأصنام ، وطالبهم بأن يسـألوا كبيرهم عن ذلك ليثبت لهم بشـكل عملي ومنطقي أن ما يعبدون من دون الله لا يستطيعون عمل شيء ولا يستحقون العبادة والتقديس، مع علمه المسبق أنهم سيعذبونه وينزلون به أشد العقاب ، ولكن إصراره على الحق والتضحية من أجله كان الدافع وراء ذلك كله ، الأمر الذي يجعل الحوار والمنازلة الفكرية الحقة وسيلة من وسائل الدعوة والتبليغ . الحوار وتثبيت العقيدة الصحيحة : يعمل الحوار على تثبيت العقيدة الصحيحة وبيان زيف العقائد الأخرى ، وقد جاء ذلك في حوار معظم الأنبياء مع أقوامهم ، فقد جاء في حوار كل من نوح وهود وصالح وشعيب (( فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره … الآيات ))[58] من البراهين والحجج التي تناسب كل نبي مع قومه بما يصلح حالهم ويدعوهم إلى تثبيت عقيدة التوحيد وترك الشرك والوثنية وحضهم على التقوى ، وتقوية الإيمان في النفوس ، من خلال جملة من الأدلة التي يعرضها عليهم بصيغة الحوار الهادئ الذي يلزمهم الحجة الدامغة . ومن بين الأدلة التي ساقها القرآن محاورا لهم البرهنة على أن البعث آت لاريب فيه ، وأن الله سيبعثهم كما خلقهم ما ورد في قوله تعالى (( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام مانشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لايعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربي وأنبتت من كل زوج بهيج ))[59] فهذا الحوار القرآني يعد نقلة عظيمة تشهد بالقدرة التي لا يعجزها البعث ! وهي القدرة التي أنشأت الإنسان أول مرة من تراب ! مما يشير إلى أن دلالة هذه الأطوار على البعث يأتي من باب تحصيل الحاصل ، فالله تعالى القادر على الإنشاء من عدم قادر على الإعادة من باب أولى ، وفي كل هذا يريد الله تعالى إثبات العقيدة الصحيحة والإيمان باليوم الآخر،لأن نواميس الحياة والخلق تشهد بذلك كله ، وقد تم إثبات هذه المفاهيم وتقرير تلك الحقائق عن طريق الحوار الذي يعد من أبرز وسائل الدعوة وأقربها إلى النفوس . وتأتي ثمرة الحوار لتقول لبني البشر: إذا كنتم تعلمون أن الله هو الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم ، وأنتم تعرفون هذه النعم وتقرون بها ، فكيف تجعلون له أندادا تعظمونها وتعبدونها ، وتتركون شريعة الله وحكمه ؟ أو تتخذون معه أولياء توالونهم وتخافونهم كخيفة الله ؟ وتتركون ولاءكم لله ولدين الله ؟ (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون))[60]. الحوار وتكوين المجتمع المسلم : من الأهداف التي يرمي إليها الحوار في كثير من موضوعاته الدعوية إلى تكوين المجتمع المسلم وإقامة الجماعة المسلمة على هدي الإيمان وروح التقوى ، وذلك عندما يأتي مصحوبا بتوجيهات ربانية تدعو إلى تكوينه والمحافظة عليه من خلال وقايته من أخلاق المجتمعات الجاهلية ، وإبعاده عن جميع التيارات والضغوط التي تعمل على تحطيم القيم الفاضلة والروابط الاجتماعية السليمة ، ويظهر ذلك جليا في قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))[61] فالثبات على الإيمان والالتزام بالتقوى والاحتكام إلى شرع الله هي الركيزة الأولى التي تقوم عليها الجماعة المسلمة لتحقيق كيانها ، وهذا الاستسلام لأمر الله يحتاج إلى ضوابط محددة تنحصر بها جميع التصرفات والروابط وفق قوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ))[62] وهذه هي الركيزة الثانية التي تقوم عليها الجماعة المسلمة ، وقد قدمها الله تعالى إلى الأمة بصيغة حوارية دعوية بين الله تعالى وبين الجماعة المأمورة بذلك . الحوار والنهي عن موالاة اليهود والنصارى : وردت حوارات قرآنية متعددة تنهى المسلمين عن موالاة اليهود والنصارى لغرض تربيتهم على إخلاص الولاء لله وللرسول وللجماعة المسلمة ، وتحذيرهم من العداوة التي يضمرها أصحاب الأديان الأخرى ضدهم ، من ذلك قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ))[63]ولو تأملنا ما ورد في سبب نزول الآية والظروف الخارجية والداخلية التي كانت الدعوة الإسلامية تعاني منها عند نشأتها في المدينة المنورة لعرفنا عظمة الحكمة الإلهية في هذا النداء ، فقد كان اليهود من القوة والنفوذ ما يدعو إلى الحذر منهم والخوف على هذه الدولة الناشئة من كيدهم ومؤامراتهم[64]. إن الولاية التي نهى الله المؤمنين أن تكون بينهم وبين اليهود والنصارى هي ولاية تناصر وتحالف معهم ، وهذا النهي لا يتعارض مع السماح بحسن التعامل ، فإن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب ، ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم لأن طريقه في تحقيق منهج الإسلام في حياته ومجتمعه لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب ، ولأن أهل الكتاب مهما تسامح المسلم معهم فإن هذا التنازل لن يرضيهم مادام باقيا على دينه ، حريصا على إقامة النظام الإسلامي وتحقيقه في الحياة ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ))[65]. ولما كان الولاء لغير المؤمنين ، يؤدي إلى زعزعة كيان الأمة وتصديع بنيانها فقد تعددت النداءات القرآنية وبأشكال حوارية متعددة تحذر جميع أفراد المسلمين من موالاتهم ومناصرتهم ، منها قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ))[66] وقد جاء في سبب نزول هذه الآية أن شاس بن قيس وكان يهوديا مر على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون ، فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداوة ، فأمر شابا من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم بيوم بعاث ففعل ، فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان أحدهما من الأوس والآخر من الخزرج فتقاولا ، وغضب الفريقان ، وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم فسمعوا وأطاعوا فنزلت فيهم هذه الآية[67]( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من أهل الكتاب … ) ثم حذرهم الله تعالى من كيد أعدائهم ، وأمرهم بالاعتصام بكتابه ، فقال (( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم))[68]والملاحظ أن آيات التحذير والنهي عن موالاة اليهود والنصارى إنما جاءت بصيغ الحوار الموجه إلى المؤمنين ، مما يشير إلى ضرورة التحدث معهم عن قرب حول هذا الموضوع الخطير الذي يجب أن تتنبه الأمة إليه . الحوار والدعوة إلى السلم : دعا القرآن الكريم المؤمنين إلى تحقيق السلم ، بعد أن عرض لهم نموذجين من البشر : أحدهما: يمثل النفاق الشامل الذي ليس في قلب صاحبه مكان للإيمان . والثاني: يمثل الإيمان الخالص الذي جعل صاحبه يبيع ماله وكل ما يملك في الدنيا من متاع ليشتري نفسه ويخلصها من دار الكفر والضلال . وقد أشار الله تعالى إلى النموذج الأول بقوله (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهوألد الخصام*وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ليهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ))[69] فهذا نموذج النفاق الذي يصور نفسه مثالا للخير والإخلاص والحب، مع أنه ينطوي على اللدد والخصومة وإذا راقبت سلوكه لم تجد إلا سعيا في الإفساد والشر والغدر متسلحا بكل ما أوتي من تشدق وتفصح ، كما أشار الله تعالى إلى النموذج الثاني بقوله (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ))[70] حيث تصف هذه الآية كل مؤمن خالص الإيمان متجرد لله تعالى، وبعد أن يعرض الله هذين النموذجين يوجه نداءه للمؤمنين بقوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ))[71] ليبتعد المسلم عن نموذج النفاق والشـر ويقتدي بنموذج الإيمان الخالص ، ومن ثم يسـتسلم لله اسـتسلام الواثق المطمئن الراضي بمنهج الله وأوامره ، ليدخل المسلم في عالم كله سـلم وسلام يظلل الحياة والمجتمع بجميع فئاته وأفراده . هذه هي المعاني السامية ( للسـلم ) الذي يدعو الحوار القرآني المؤمنين إلى الدخول فيه ، باعتباره جزء من العلاقة بين الخالق والكون ، وبين الكون والإنسان الذي هو خليفة الله في أرضه ، ليحقق السلام والأمن في مجتمع المؤمنين المنقادين لأحكام الله وشرعه ، وفيما بينهم وبين المجتمعات البشرية الأخرى على أساس من المساواة الإنسانية البعيدة عن أشكال التفاوت الطبقي أو الجنسي على حد قوله تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير))[72]. الخاتــمة: وبعد ، فإنه يمكن لنا مع نهاية هذه الدراسة أن نقف على أبرز معالمها من خلال النتائج التالية : 1 ـ إن الواجب على من يتصدى للحوار أن يكون على بينة من الموضوع الذي يحاور فيه والقضية التي يجري النقاش فيها ، حتى لا يكون بعيدا عن الضوابط المعرفية والموضوعية في عملية التحاور ، كما أنه ينبغي عليه أن يتزود بالثقافة العامة التي تجعله قويا في حجته أمام خصومه من خلال إحاطته بعناصر القضية التي يتحاور فيها ، وعليه أيضا أن يكون ملما بالثقافة المضادة التي يملكها الطرف الآخر ليسهل عليه الوقوف على نقاط الضعف والقوة عند خصمه ، وليستطيع الموازنة والمفاضلة بين الفكرتين بمنطق العقل والعلم والدليل . 2 ـ إن المتتبع لوضع العالم الإسلامي اليوم وما يمر به من أحداث عصيبة ومتنوعة يجد أن أمام أبنائه مهام كبيرة لبناء الذات وتصحيح المواقف وازدهار الحياة ، ولذلك فهو مدعو الآن أكثر من أي وقت آخر إلى أن يتعامل مع تلك الأحداث بعقلية مرنة وتفكير ناضج يستطيع من خلالها الانفتاح على آفاق العصر ومعطياته المتجددة ، والدخول في حوارات جدية وهادفة مع جهات عديدة وعلى مستويات متنوعة ليثبت جدارته وأهليته للمساهمة في صياغة حضارة إنسانية تسود فيها قيم الخير والحق والفضيلة ويبرز فيها مبدأ التعاون والتسامح. 3 ـ إن المسلمين وعلى مدى تاريخهم القديم والمعاصر أثبتوا أنهم دعاة حوار وتفاهم وتعاون بين بني الإنسان ، وهم يصدرون في ذلك عن مبادئ دينهم وتعاليمه وعن قيم الحضارة الإسلامية التي تعايش في ضلالها أكثر الملل والنحل وأصحاب الحضارات والثقافات المختلفة في أخوة إنسانية بعيدة عن التعصب أو فرض الهيمنة وهو أمر يشهد به غير المسلمين في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من صعيد ، ذلك أن التسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات والحوار معها والتعاون من المقومات الأساسية للمجتمعات الإسلامية ، حيث كان الفكر الإسلامي أول الأفكار الذي استطاع استيعاب وجهات النظر العلمية المتعددة وهضمها والتفاعل معها مما كان سـمة بارزة للمبادئ التي جاء بها الإسلام الذي أقر التعدد والاختلاف ودعا إلى التعايش الحضاري والثقافي بين بني البشر، وإذا كان الحوار مع الآخر (حوار الحضارات والأديان ) ضرورة إنسانية أملتها طبيعة الحياة المعاصرة ، فإنه في الإسلام واجب شرعي وتكليف ديني ألزم الله به المسلمين حرصا على إشاعة قيم التعاون والتسامح في إطار وحدة الجنس البشري وصدق الله تعالى إذ يقول (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) [الحجرات : 13]. 4ـ إن الحوار الذي يراد منه أن تتخلى الأمة عن هويتها وخصائصها الذاتية وتصوراتها الفكرية لا يمكن أن يكون في حال من الأحوال تفاعلا إيجابيا وناجحا لأنه بذلك يكون نوعا من أنواع التبعية الثقافية والفكرية ، كمأ أنه يؤدي إلى أن تصبح الأمة متلقية لفكر جديد وتصور مستورد وعندئذ ستكون مغزوة في فكرها ومهددة في وجـودها وكيانها ، وسـتكون ضحية عدوان أيدلوجي وفكري وثقافي وهو أشـد أنواع العدوان وأعلى مرحلة من مراحل محو الثـقافة ، ولن ترضى الأمة الإسلامية أن يكون التفاعـل الحضاري غزوا لثـقافتها أو محوا لحضارتها وذوبانا في ثقافات الأمم واندماجا في حضارات الشعوب بدعوى التواصل الثقافي أو التحاور الحضاري ، فالعالم الإسـلامي الذي يمد جسـور التلاقي والتعاون والتفاعل مع الأديان السماوية والثقافات والحضارات الأخرى لا يقبل أن يكون ضحية تغريب العالم من خلال تفاعل حضاري يفقد معنى العطاء المتوازن والمنفعة المتبادلة. 5ـ إن العالمية التي يدعو إليها الإسلام لا تتعارض في حال من الأحوال مع مبدأ الحوار ، وإنما تتفق معه بكل جوانبها ، لأنها تعني الاعتراف بواقع الأديان والحضارات والثقافات الأخرى ، ولأنها تمهد الطريق للتعاون بين بني البشر وفق معطيات التفاعل الحضاري ، دون أن يفرض طرف ثقافته ومعتقداته على الطرف الآخر ، فهو بذلك حـوار يحفظ للشعوب هويتها وخصوصيتها الثقافية ويمنع الصدام والتناحر والعدوان . أما العولمة فإن العالم الذي يعيش تحت مظلتها لا يمكن أن يقوم فيه حوار يعتمد أسـس التفاعل الحضاري الذي يؤمن به الإسلام في علاقته مع الأمم الأخرى ، وإنما سـيكون الحوار في ظل العولمة حوار الهيمنة والسـيطرة وفرض الأمر الواقع ثقافـيا واقتصاديا وسـياسيا ، وهو ما يرفضه الإسـلام ولا يرضاه لأتباعه 6 ـ إن الحوار أمر فطري جبل الله الإنسـان عليه ، يحرص عليه الناس لتبادل الأفكار والطروحات ، والأمور الفطرية لابد للداعية من ملاحظتها ومراعاتها، وقد أمر الله تعالى باستخدامه في التبليغ ، فقال تعالى (( ادع إلى سـبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) وقال تعالى (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )) ولذلك فإن الدعاة والموجهين والمربين منذ فجر الدعوة إلى اليوم يستخدمون الحوار في تبليغ الدعوة ومحاجة المعاندين والذود عن حياض الأمة والدفاع عنها ، وتبرز آثاره الدعوية من خلال حرص القرآن على تقرير جملة من الآداب والأحكام والتشريعات والدعوة إليها ، بصيغة حوارية موجهة إلى المجتمع المسلم ليؤكد عمق الصلة بين الدعوة ( المضمون والمعنى ) وبين الحوار ( الوسيلة والمنهج ) باعتبار أن المضامين والمعاني لا يمكن لها أن تصل إلى أهدافها وغاياتها بدون وسيلة ناجحة ومنهج بناء ، وهذا هو سر التلاقي بين الحوار من جهة والدعوة من جهة أخرى . وآخـر دعـوانا أن الحمد لله رب العالمين .... المـراجع أولا ـ القرآن الكريم . ثانيا ـ الكتب والدراسات : 1ـ أسباب النزول للواحدي ، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، المكتبة الثقافية، بيروت ، بدون تاريخ . 2 ـ إعلام العولـمة وتأثيره في المستهلك، أحمد مصطفى عمر ، مجلة المستقبل العربي . 3 ـ الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده ، تحقيق وتقديم د . محمد عمارة ، دارالشروق، القاهرة، 1993 . 4 ـ الإسلام والغرب … صراع أم حوارموقع الإسلام على الانترنيت www.islamonline.net 5 ـ الإسلام وقضايا العصر ـ الثقافة والفكر محاضرة ألقاها مهاتير محمد في كولا لامبور بتاريخ 24 / يوليو / 1996م موقع الإسلام على الانترنيت www.islamonline.net 6 ـ تفسير القرآن العظيم لابن كثير ، إسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي، دارالفكر ، بيروت ، 1401هـ. 7 ـ تكوين أوربا ، كريستوفر دوسن ، ترجمة ومراجعة د. سعيد عبد الفتاح عاشور ، ود. محمد مصطفى زيادة ، نشر مشروع الألف كتاب ، القاهرة، 1967 م . 8 ـ الحوار بين الأديان ، د. وليم سليمان ، تقديم د. عبد العزيز كامل ، طبه الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1976م . 9 ـ الحوار من أجل التعايش، د . عبد العزيز بن عثمان التويجري ، دار الشروق، القاهرة ، الطبعة الأولى، 1419هـ 1998م. 10ـ سنن الترمذي ، محمد بن عيس الترمذي ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 11ـ السنة للخلال ، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال ، تحقيق د. عطية الزهراني ، دار الراية الرياض، الطبعة الأولى، 1410هـ . 12ـ العولـمة المزعومة ( الواقع – الجذور – البدائل) روجيه جارودي ، تعريب الدكتور محمد السبيطلي، دار الشوكاني للنشر والتوزيع، صنعاء، 1998م . 13ـ العولـمة والمستقبل ( استراتيجية تفكير ) سيار الجميل، الدار الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى . 14ـ فخ العولـمة – هانس بيتر مارتين – هارالدشومان، ترجمة عدنان عباس على مراجعة وتقديم أ.د. رمزي ركى، جمادى الآخرة 1418 تشرين الأول 1998، مجلة عالم المعرفة، العدد 238. 15ـ قضايا في الفكر العربي المعاصر ، د. محمد عابد الجابري ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ،1997م. 16ـ مقاربتان عربيتان للعولـمة، ياسر عبد الجواد، مجلة المستقبل العربي ، ص2 ،عدد 252 ، شباط 2000م. 17ـ المدخل إلى علم الدعوة ، د . محمد أبو الفتح البيانوني ، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، قطر ، الطبعة الرابعة، 1418 هـ 1997م. 18ـ المعجم الكبير للطبراني ، سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، تحقيق حمدي عبد لمجيد السلفي ، مكتبة العلوم والحكم ، الموصل ، الطبعة الثانية ، 1404هـ 1983م . 19ـ نحن والآخر صراع وحوار د . ناصر الدين الأسد ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ـ دار الفارس للنشر والتوزيع عمان ، الطبعة العربية الأولى ، 1997م . 20ـ يوم الإسلام ، د . أحمد أمين ، دار الكتاب العربي ، بيروت، 1952 م. -------------------------------------------------------------------------------- [1]– رئيس قسم الدراسات الإسلامية ـ كلية التربية صحار ـ سلطنة عمان. [2] نحن والآخر صراع وحوار د . ناصر الدين الأسد ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ـ دار الفارس للنشر والتوزيع عمان ، الطبعة العربية الأولى 1997م ، ص 69. [3] سورة الحجرات/ آية 13. [4] سورة هـود /آية 118 ـ 119 . [5] انظر في ذلك على سبيل التفصيل : الحوار بين الأديان ، د. وليم سليمان ، تقديم د. عبد العزيز كامل ، طبعه الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1976م ص 23 ـ 45 [6] سورة الكهف/ آية 34 . [7] سورة الكهف /آية 37 . [8] سورة المجادلة /آية 1 . [9] سورة النحل /آية 125. [10] الحوار من أجل التعايش د . عبد العزيز بن عثمان التويجري ، دار الشروق القاهرة ، الطبعة الأولى 1419هـ 1998، ص 17 ـ 18 . [11] سورة الأنعام / آية 108. [12] سورة المائدة /آية 8 . [13] سورة الممتحنة / آية 8. [14] سورة البقرة / آية 83. [15] الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده ، تحقيق وتقديم د . محمد عمارة ، دار الشروق القاهرة ، 1993 ، مجلد 4 ، ص 216 . [16] سورة آل عمران/ آية 64 . [17] سورة البقرة / آية 143. [18] تكوين أوربا ، كريستوفر دوسن ، ترجمة ومراجعة د. سعيد عبد الفتاح عاشور ، ود. محمد مصطفى زيادة ، نشر مشروع الألف كتاب القاهرة، 1967 م ص 202 ـ 203 . [19] يوم الإسلام ، د . أحمد أمين ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1952 م، ص 180 ـ 181 . [20] سورة البقرة / آية 251 [21] سورة فصلت/ آية 34 [22] الحوار من أجل التعايش ، د. عبد العزيز بن عثمان التويجري ، دار الشروق القاهرة، الطبعة الأولى 1419هـ 1998م ص .23 [23] سورة الحجرات / آية 13 [24] تغريب العالم ، سيرج لا توش ، ترجمة خليل كلفت ، دار العالم الثالث القاهرة 1989م ص 59 . [25] الحوار من أجل التعايش ، د. عبد العزيز بن عثمان التويجري ، ص 47 ـ 48 . [26] الحوار من أجل التعايش ، د. عبد العزيز بن عثمان التويجري ، ص 50 ـ 51 . [27] سورة المائدة / آية 48 . [28] سورة البقرة / آية 256 . [29] سورة آل عمران/ آية 20 . [30] سورة الممتحنة / آية 8 . [31] انظر في ذلك على سبيل التفصيل : الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري لآدم متز، وكتاب الدعوة إلى الإسلام لأرنولد توينبي، وكتاب مذهبية الحضارة الإسلامية ، د. محسن عبد الحميد. [32] مقاربتان عربيتان للعولـمة، ياسر عبد الجواد، مجلة المستقبل العربي ص2 عدد 252 شباط 2000م. [33] العولـمة المزعومة ( الواقع – الجذور – البدائل) روجيه جارودي تعريب الدكتور محمد السبيطلي، دار الشوكاني للنشر والتوزيع، صنعاء 1998م. ص 17 . [34] فخ العولـمة – هانس بيتر مارتين – هارالدشومان ترجمة عدنان عباس على مراجعة وتقديم أ.د. رمزي ركى، جمادى الآخرة 1418 تشرين الأول 1998 مجلة عالم المعرفة العدد 238، ص55-58. [35] العولـمة والمستقبل ( استراتيجية تفكير ) سيار الجميل، الدار الأهلية للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأولى ص32 . [36] إعلام العولـمة وتأثيره في المستهلك، أحمد مصطفى عمر، مجلة المستقبل العربي، ص72، نقلاً عن مجلة (الإسلام وطن) عدد 138، حزيران 1998، ص12. [37] قضايا في الفكر العربي المعاصر ، د. محمد عابد الجابري ، مركز دراسات الوحدة العربية بيروت 1997م ص148 . [38] islamonline.netموقع الإسلام على الأنترنيت ( الإسلام وقضايا العصر ـ الثقافة والفكر ) محاضرة ألقاها مهاتير محمد في كولا لامبور بتاريخ 24 / يوليو / 1996م . [39] الحوار من أجل التعايش ، د. عبد العزيز بن عثمان التويجري ، ص 139 [40] سنن الترمذي ، محمد بن عيسى الترمذي ، ج 4 ص 364 / المعجم الكبير للطبراني ، سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي مكتبة العلوم والحكم الموصل الطبعة الثانية 1404هـ 1983م ج 9 ص 152 / السنة للخلال ، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال ، تحقيق د. عطية الزهراني ، دار الراية الرياض الطبعة الأولى 1410هـ ج 2 ص 560 . [41] سورة الممتحنة / آية 8 ـ 9 . [42] سورة الحجرات / آية 13. [43] سورة هـود آية / 118 ـ 119 . [44] نحن والآخر ، صراع أم حوار، د/ ناصر الدين الأسد، ص 82 . [45] موقع islamonline.net على الانترنيت تحت عنوان ( الإسلام والغرب ،،،،، صراع أم حوار ) . [46] نحن والآخر صراع وحوار ، د/ ناصر الدين الأسد ص 77 ـ 78 [47] ينظر نص الحاضرة في النشرة العربية الصادرة عن مركز أكسفورد باللغة العربية والتي طبعتها شركة يونيسكيل ، إنشام ، أكسفورد نقلا عن نحن والآخر صراع وحوار، د / ناصر الدين الأسد ، ص 84 ـ 85. [48] سورة الحديد / آية 25 . [49] سورة الحجرات / آية 13 . [50] سورة النحل / آية 125 . [51] المدخل إلى علم الدعوة ، د . محمد أبو الفتح البيانوني ، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر الطبعة الرابعة 1418 هـ 1997م ص 244 و ص 259 [52] سورة البقرة/ آية 83. [53] سورة العنكبوت / آية 46. [54] سورة البقرة / آية 258. [55] سورة هـود / آية 32. [56] سورة الروم / آية 30. [57]سورة آل عمران/ آية 64 . [58] سورة الأعراف/ الآيات 59 ـ 86 . [59] سورة الحـج / آية 5 . [60] سورة البقرة / آية 21 ـ 22. [61] سورة آل عمران/ آية 102. [62] سورة آل عمران / آية 103 . [63] سورة المائدة / آية 51 . [64] تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير الدمشقي ، ج 2 ص 71 . [65] سورة البقرة / آية 120. [66] سورة آل عمران/ آية 100. [67] أسباب النزول للواحدي ، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، المكتبة الثقافية بيروت بدون تاريخ ص 66 ـ 67 [68] سورة آل عمران / آية 101. [69] سورة البقرة /آية 204 ـ 205 . [70] سورة البفرة / آية 207. [71] سورة البقرة / آية 208. [72] سورة الحجرات/ آية 13.