فإذا كانت العبادات في الإسلام وهي أركان الإسلام قد روعي فيها تحقيق مصالح الناس ومنفعتهم، كان التشريع الذي ينظم علائق الناس بعضهم ببعض أولى أن تراعى فيها مصالحهم وان لا يتوخى فيه إلاّ تحقيق حاجاتهم ومنافعهم. وتجد في اثناء نصوص القرآن والسنة حين تعلل كثيراً من الأحكام بما يدل على رعاية المصلحة في تشريعها، وقد اتفق فقهاء التشريع على أن المصلحة هي قطب الرحى في أحكام الإسلام، وان الله لم يشرع أمراً إلاّ لمصلحة الناس. وخلاصة هذا البحث ان الوحدة والأخوة الإسلامية تبتني على أمور أربعة: 1ـ وحدة العقيدة الإسلامية. 2ـ وحدة العبادات التي هي أركان الإسلام. 3ـ وحدة الآداب والأخلاق المطلوبة من كافة المسلمين. 4ـ وحدة القوانين العامة. وأخيراً الفت نظر المفكرين والباحثين الذين اشتركوا في هذا المجمع العالمي للوحدة الإسلامية إلى أمرين: 1ـ يجب علينا في هذا الوقت الخطير أن نؤسس المجال الإسلامي العالمي باشتراك الدول الإسلامية لأن اليهود والنصارى والمشركين تداعى على المسلمين تداعي الأكلة إلى قصعتها، وقد قال الله تعالى:(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، وقال تعالى:(إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). فعلى الذين يعبدون الله وحده، وهم أمة محمد أمة واحدة، يلزم لبقائهم وحفظهم وأمنهم وسلامتهم تشكيل الهيئة الوحدانية العالمية بلا تأخير وامهال، ولا يعتمدوا على هيئة الاقوام المتحدة لأنها لا تضمن مفاد المسلمين والأمة الإسلامية، وايضاً علينا اخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب