المؤمنين حفظ هذا البناء بلا امتياز بين طبقة عن طبقة وصنف عن صنف وهذه العبادات تهدف إلى تحقيق الأمور التالية: الأول: ربط الإنسان بربه دائماً حتى لا ينسى عبوديته له ورجوعه إليه واحتياجه إلى عونه(إياك نعبد وإياك نستعين) وفي ذلك ما فيه من تحرير الإنسان من عبوديته لقيم الحياة الباطلة أو شهواتها القاتلة، وما يصاب الناس في أموالهم وسعادتهم وكرامتهم إلاّ من هاتين الآفتين. الثاني: تهذيب خلقه وتذكيره بواجبه نحو نفسه ونحو الناس وتقوية روابط الود والتعاون بينه وبين الناس في العالم كله، حتى لا ينسى أنه فرد من أمة وعضو في مجتمع له عليه حق النصح والعون ـ لذلك نرى القرآن حين يتحدث عن فوائد العبادات يذكر آثارها في النفس وفي المجتمع فيقول عن فوائد العبادات يذكر آثارها في النفس وفي المجتمع فيقول عن الصلاة(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) ويقول عن الزكاة(تطهرهم وتزكيهم بها) ويقول عن الصوم(لعلكم تتقون) ويقول عن الحج(ليشهدوا منافع لهم). ويلاحظ في الألفاظ الواردة في الصلوات انها كلها في صيغة الجمع وان تلاها المصلى وحده في بيت أو على رأس جبل(إياك نعبد وإياك نستعين أهدنا الصراط المستقيم)(والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) فالإسلام لا يرى العبادة مقبولة إلاّ إذا أدت إلى أهدافها الاجتماعية لأنه دين عالمي يراقب في جميع مظاهره الوحدة الاجتماعية(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا). الثالث: تدريبه على احتمال الشدة وشظف العيش وذلك واضح في الوضوء والقيام والركوع والسجود في الصلاة وفي السعي والطواف والوقوف بعرفات والمبيت بمزدلفة والإقامة بمنى في الحج وفي الجوع والعطش والسحور في الصيام.