الثاني: وهذا الإله الذي خلق الكائنات وجعل الإنسان أكرم ما فيها ووهبه نعمة العقل ليهتدي به إلى وجوده فيعرف مكانه من الحياة ومن الله هو الذي أرسل الرسل للناس ليدلوهم على ما لا يهتدون إليه بعقولهم أو ما تشتبه فيه السبل أو تختلف فيه الآراء وتتباين المصالح(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) وانزل عليهم كتباً يصدق بعضها بعضاً ويتمم المتأخر منها المتقدم، وهذه الكتب تدعو إلى مبدأ واحد في الرسالات كلها(وما أمروا إلاّ ليعبدوا الهاً واحداً). الثالث: ليس بين الإنسان وبين الله واسطة(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ولا يملك أحد إجبار أحد على عقيدة(لا إكراه في الدين) ولا يملك أحد أن يغفر الذنب إلاّ الله وحده(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً) حتى الرسل والأنبياء ليسوا إلاّ مبلغين رسالات الله(فإنما عليك البلاغ) وهم لا يملكون حق السيطرة على ضمائر الناس وعقولهم(ليس عليك هداهم)(فذكر إنّما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) ولا يملك أحد منهم حق مغفرة الذنب لمن لن يغفر الله ذنبه(استغفر لهم أو لا تستغفر لهم أن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم). وبذلك أنكر الإسلام كل وظائف الكهانة والعرافة والرهبنة، كما تفرد بأنه الدين الوحيد الذي ليس فيه رجال دين وإنّما فيه علماء وفقهاء يبينون للناس حكم الله كما بين الله في كتابه(لا يملكون تحريم ما أحل الله ولا تحليل ما حرم الله). 2ـ وحدة العبادات ومظاهر عالمية الإسلام فيها ما بيّن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بُني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.. يجب على كافة