3 ـ وحدة الآداب: فهي تدور حول المقاصد التالية الأول: تقوية الشخصية الفردية حتى تنهض بعبأ الواجبات وتتحمل مشاق الحياة وتستلذ طعم التضحية والجهاد في سبيل الحق والخير. وملاك هذه التربية ثلاثة أخلاق: الصبر والقوة والعزة. وأما القوة: فلا صبر مع ضعف الجسم وانحلال القوى ولذا قال عليه السلام:(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)، وقد كره الإسلام الغلو في العبادة حتى تؤدي إلى أنهاك الجسم وإضعافه. أما العزة: فإن الإسلام لا يرى صبر الأذلاء فضيلة يحمدون عليها ولكن يرى الفضيلة في صبر الأقوياء الأعزاء الذين يثبتون عند المحنة ويرفعون رؤوسهم آنفة من المهانة(ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين). الثاني: تنمية الاجتماع والتعاون بين المواطنين والقضاء على روح الأثرة والانعزالية في الافراد (وتعاونوا على البر والتقوى) وقال صلى الله عليه وسلم:(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)،(يد الله على الجماعة) ومن شذ شذ في النار(وإنّما يأكل الذئب من الغنم القاصية) وإننا لنرى في صلاة الجماعة والجمعة والعيدين وفي الوقوف بعرفة والإقامة بمنى تربية للمسلم على روح الاجتماع والتعاون ولقد قاوم الإسلام كل ما يؤدي إلى التفرقة والخصام فحرم الغيبة والنميمة والكذب وبذاءة اللسان وفحش القول وشتم الناس في أعراضهم فقال عليه السلام: لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخواناً ورغب ما يؤدي إلى المحبة والألفة من افشاء السلام وأداء حقوق الأخوة الإسلامية.