رسولي مسيلمة حين قالا: نشهد أنه رسول الله، وقال: لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما. الخصلة الثالثة: إن لم تكن استجابة لإحدى الخصلتين السابقتين:(قبول دعوة الإسلام، أو عقد معاهدة للصلح) فالسبيل إلى أمن الأمة، وعصمة بيضتها هو الذود والدفاع عن عقيدتها، وأمنها، ووجودها، وهذا يعني إرغامها على ما لابد منه، وهو ما نصت عليه الآيات الكريمة: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإنّ الله بما يعملون بصير).([143]) (ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه، فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلاّ على الظالمين * الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين).([144]) إذا اقتضى الأمر ولزم ركوب متن الحرب، وأصبح الخيار الوحيد الذي لابد منه، فإن الشريعة الإسلامية لم تترك هذا الأمر لروح التشفي، والانتقام، وأهواء الأفراد، بل وضعت من التشريعات ما يحفظ للإنسانية وجودها، ويعيد إليها كرامتها، فأضحى للحرب تشريعات، تعاليم، وآداب يفرضها الإسلام على المسلمين، من أهمها: أولاً: يحرم استعمال الآلات النارية التي تؤدي إلى هلاك العدو، أو تحريقهم متى قدر عليهم؛ لحديث:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)، ولقوله صلى الله عليه وسلم(فإنه