وعن طلحة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاتل المشركين حتى يدعوهم. وعن عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث علياً رضي الله عنه مبعثاً فقال: امض ولا تلتفت، أي لا تدع شيئاً مما آمرك به. قال يا رسول الله كيف اصنع؟ قال: إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلوهم حتى يقاتلوك، فإن قاتلوك فلا تقاتلهم حتى يقتلوا منكم قتيلاً، فإن قتلوا منكم قتيلاً فلا تقاتلوهم حتى تريهم إياه، ثم تقول لهم: هل لكم إلى أن تقولوا لا إله إلاّ الله؟ فإن قالوا نعم. فقل لهم: هل لكم إلى أن تصلوا؟ فإن قالوا نعم. فقل لهم: هل لكم أن تخرجوا من أموالكم الصدقة؟ فإن قالوا نعم فلا تبغ منهم غير ذلك، والله لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت … وعن عبد الرحمن بن عائذ قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث بعثاً قال: تألفوا الناس، وتأنوا بهم، ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم، فما على الأرض من أهل بيت من مدر ولا وبر إلاّ أن تأتوني بهم مسلمين أحب إلي من أن تأتوني بأبنائهم، ونسائهم، وتقتلوا رجالهم)([126]). أصبحت هذه التوجيهات النبوية للرسل والسفراء قواعد ثابتة، وأصولاً وقوانين راسخة هي الأصل، والأساس في العلاقات الدولية في الإسلام مع غيرها من الأمم والشعوب في السلم، والحرب، لا يجوز خرقها، أو تجاوزها، والحيدة عنها، يتوخاها، ويتحرى التقيد بها الإمام، والقائد، وكل ذي نفوذ من المسلمين. تتمثل هذه القيم، والمبادئ في الخصال الثلاثة الآتية على الترتيب بحيث لا يصح للخليفة، أو الملك، أو القائد، أو أي احد ينتسب للإسلام الانتقال من