والإسلام يدعو للعودة إلى الأصل في التعامل والعلاقات وهو أصل السلام وانهاء القتال في اقرب فرصة(... فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا اليكم السّلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)([512]). شبهات وردود في كتاب الجهاد([513]) تطرق الامام السيد محمد محمد صادق الصدر إلى عدة مفاهيم وقيم وأسس وموازين وزعها على ثلاثين فقرة، ومن ضمنها بعض الشبهات وقد أجاب عليها بما ينسجم مع متبنيات الإسلام الفكرية والسياسية والاجتماعية، فوجدنا أهمية ذكرها هنا لتعميم الفائدة. الفقرة 22 يوجد على فكرة الجهاد المقدس في الإسلام اشكال معتد به نسبياً قلما يلتفت إليه الناس. اود ان اواجهه بقوة قلب وثقة بالرب. بان نذكره ونناقشه. وحاصله متكون من مقدمتين: المقدمة الاولى: انه يجب قتل المشرك مهما كان دينه ومذهبه. ولا يمكن اقراره على دينه وطقوسه بحال من الاحوال. ولعل هذا من واضحات الفقه، واجماع علماء المسلمين عليه. وهذا من النقاط الأساسية التي يختلف فيها المشرك عن الكتابي; فبينما نرى أن التعاليم الدينية في الإسلام، تحفظ للكتابي حياته وامواله وعائلته، وتقره على تعاليم دينه، وتعتبره(ذمياً) يعني في ذمتها المحافظة عليه; فان كل ذلك غير موجود بالنسبة إلى المشرك، ولا يمكن أن يكون(ذمياً) بحال.