ومن هذه السنن سنة التغيير كما جاء في قوله سبحانه وتعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).([481]) ومن السنن التمتع بالبركات والحرمان منها(ولو أن أهل القرى آمنوا وأنفقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).([482]) ومن مصاديق العالمية ان الله تعالى يبتلي الناس دون تمييز أمة عن أمة وقوم عن قوم، وانهم جميعاً متساوون أمام العقوبة الإلهية ان غيروا حركة التاريخ المتوجهة نحو الكمال والسمو. وعلى ضوء ما تقدم فإن العالمية المتجسدة بالمساواة في الخصائص الإنسانية تتجسد أيضاً بوحدة العقيدة والتي تنطلق منها: 1ـ وحدة العبادات. 2ـ وحدة التشريعات. 3ـ وحدة القيادة والحكومة. ومن خلال ذلك تتوجه الانظار إلى الأفق الأرحب الذي يحطم كل الحواجز والفواصل الفردية والاجتماعية، والفواصل النفسية بين جميع الاصناف والألوان وجميع الطبقات وجميع الوجودات لتنطلق معاً في اطار الجامع المشترك وهو الدعوة العالمية والامة العالمية التي تتمتع بمواصفات الأمة الواحدة في جميع مقوماتها: الفكرية والعاطفية والسلوكية، ولهذا يبقى التفاوت بين جميع الوجودات أو بتعبير آخر يبقى التقديم والتقييم قائماً على أسس معينة يمكن ادخالها في مفهوم العالمية ومن هذه الأسس: 1ـ العمل الايجابي البناء. 2ـ التقوى. 3ـ والأهم من ذلك درجة الإيمان بالله وبالمفاهيم والقيم الصالحة.