خامساً: المساواة في التكليف والجزاء المساواة في التكليف والجزاء مظهر جلي من مظاهر عالمية الرسالة الإسلامية، فالناس جميعاً متساوون في التكليف الإلهي في الحياة الدنيا ومتساوون في الجزاء من ثواب وعقاب في الدار الآخرة. وتتجسد العالمية في تساوي الناس في التكليف حسب طاقتهم المحدودة. قال سبحانه وتعالى:(لا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها).([477]) وقال سبحانه وتعالى:(ما جعل عليكم في الدين من حرج).([478]) وقد جعل القرآن الكريم الحياة الدنيا قنطرة للحياة، والناس متساوون في ذلك بلا تمييز ولا فرق. قال سبحانه وتعالى:(يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه).([479]) سادساً: المساواة في الارادة والاختيار خلق الله تعالى الناس وهم أحرار في ارادتهم واختيارهم، فهو تعالى منحهم العقول والغرائز ليتوصلوا من خلال الآيات والبينات إلى اتخاذ المنهج الالهي في الحياة. قال سبحانه وتعالى:(… إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً).([480]) والناس متساوون في هدايتهم لنجد الخير ونجد الشر،(وهديناه النجدين). وهذه المساواة شاملة لجميع بني الإنسان، ولجميع مراحل حياتهم، ومن هنا تتضح العالمية الحقيقية الممتددة في اغوار النفس الإنسانية. سابعاً: المساواة أمام السنن الإلهية جعل الله تعالى للحياة الإنسانية سنناً ثابتة لا تتبدل ولا تتغير ولا تختلف، فجعل النتائج تستتبع المقدمات، وجعلها حاكمة على حركة الناس وهم متساوون أمامها دون فرق أو تمييز.