أولاً: المساواة في غريزة التدين الناس متساوون في غريزة التدين والتوجه نحو المطلق، وهم مجبولون بفطرتهم على الايمان بالخالق تعالى، وهم متساوون في الانتساب إلى الله تعالى فهو خالقهم وخالق جميع ما في الكون. قال سبحانه وتعالى:(ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله).([465]) والخالق الذي يتساوون في الانتساب إليه واحد غير متعدد. قال سبحانه وتعالى:(وإلهكم إله واحد لا إله إلاّ هو الرحمن الرحيم).([466]) ثانياً: المساواة في الخصائص الإنسانية تتجلى العالمية في تساوي الناس في خصائصهم، فقد خلق الله تعالى الناس من مصدر واحد، لا فرق بينهم ولا تمييز من حيث النشأة والابتداء، حيث انهم خلقوا من سلالة من طين، وهم خلقوا من ذكر وانثى، فلا فرق بين عنصر وآخر وسلالة واخرى، فلا تمييز بين جنس وجنس، أو لون ولون، قال سبحانه وتعالى:(يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).([467]) والناس متساوون في الضعف والمحدودية وفي كثير من الصفات والخصائص التي يشير اليها القرآن الكريم. (يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً).([468]) (وكان الإنسان عجولاً).([469]) (إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً).([470]) (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد).([471]) وعالمية الإسلام كعقيدة وشريعة ومنهج حياة تنسجم مع جميع أصناف الناس لتساويهم في الخصائص الإنسانية، ولهذا كانت عالمية في جميع مقوماتها.