أمّا التطبيق السليم للمعرفة الصحيحة فهو أدب الحكمة وهي موهبة منحها الله(أنظر سورة البقرة – رقم 2 – الآية 269). ويعني الأدب هنا أيضاً الخُلُق. ويقول النبي(صلى الله عليه وسلّم)(إنّما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق) كما حدّد أبو حامد الغزالي أربعة عناصر يتكوّن منها الخلق الحسن ودعاها أمهات الفضائل وهي الحكمة والشجاعة والعفّة والعدالة([450]). وبالتحلّي بالخلق الحسن يستطيع المرء أن يكون عادلاً مع نفسه، وتجاه الله خالقه، وإزاء محيطه بمن فيه أمثاله من المخلوقات وكذلك التعاطي مع المجتمع ككلّ. وهذا هو ما يعنيه الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه ما معناه أن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك. ويؤدي العدل بدوره إلى التناغم الاجتماعي حيث يسود السلام والأمن المؤديان إلى حالة من الاستقرار الاجتماعي الذي تصبح فيه التنمية الاجتماعية الاقتصاديّة أو التطوّر الاقتصادي من الأمور الممكنة. وتمكّن العدالة الحقّة الناس من احترام بعضهم بعضاً. والعدل هو معرفة المواقع الصحيحة للأشياء في نظام الخليقة. أمّا الإخفاق في ممارسة ذلك فهو الظلم الذي يقود بدوره إلى الاضطراب المدني والصراع الاجتماعي وفقدان الأمن وهي أمور تسم(أو إن شئت تصم) المجتمع الإنساني هذه الأيّام([451]). وممّا لاشكّ فيه أنّ الإسلام لا يمكنه قبول هذه الفلسفة المادة العلْمانيّة الضالة التي فرضت بالقوّة على الأمم الضعيفة ولاسيما المسلمين الذين سبق أن طوّروا بنجاح تقاليد ثقافيّة ونُظُماً اجتماعيّة تقوم على مبدأ التوحيد والأخوّة بين جميع بني الإنسان وذلك قبل زمن طويل من مجيء الحضارة الغربيّة. ولا يمكن للمسلمين كما أنه لا يحلّ لهم تأييد العَوْلمة الثقافيّة، ونظرة إلى العالم تتغاضى عن إساءة استخدام السلوك الجنسيّ مثل الشذوذ الجنسي وممارسة الجنس قبل الزواج والتعصّب القومي الثقافي العدواني والتمييز العنصري والتطهير العرقي