عمليات صارمة من التغيير الاجتماعي والتحوّل الثقافي بهدف إعادة بناء المجتمع الإنساني ليتخذ شكلاً جديداً خالياً من القيم والممارسات الأخلاقيّة والتقليديّة والدينيّة. وبوصفها فعالية أو نشاطاً فإنّ العَوْلمة تتجه إلى غرس تعاليم في العقول وإملاء تغييرات في الخصائص الأساسية للأمم النامية. ومن هنا تأتي جهود الدول الكبرى متضافرة لإرغام البلدان الأصغر على تغيير القوانين، وتحرير القوانين المحليّة وتعديلها لتتلاءم مع فلسفة الغرْب المتعلّقة بالعَوْلمة. ويمكن أن نشاهد ذلك في عدد من قرارات الأمم المتحدة أو الهيئات الدوليّة القائمة التابعة للأمم المتحدة، مثل لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ولجنة الأمم المتحدة لحقوق المرأة والطفل وغيرها. وهذه الهيئات الدوليّة مفوّضة للعمل ككلاب حراسة تراقب سلوك الدول تجاه شعوبها بالذات؛ فتستطيع إصدار التوصيات بفرض العقوبات وتطبيقها على أيّة أمّة أو أيّ قطر لا يتواءم والمعايير الغربيّة للسلوك في هذه الناحية. وكما سبق تبيانه فإنّ أحد المبادئ التي تقوم عليها العَوْلمة الثقافية يتمثّل في حريّة النشاطات والفعاليات البشريّة: مثل حريّة الكلام وحريّة التّعبير وحريّة المعتقدات وحريّة الاجتماع وحرية الحركة وحرية التملك وحريّة الصحافة والحريّة في الإلحاد والحريّة في التغيّر دون حدود. وطبقاً لهذه الفلسفة فإنّ التغيّر يعني التقدّم والتطوّر. أمّا الإسلام ونظرة الإسلام للعالم فلا يتعارضان مع التغيير من أجل بلوغ وضع أفضل، بيد أنّ هذا التغيير يجب أن يلبّي شروطاً معيّنة أهمها هو التوافق مع مبدأ التوحيد، وحريّة الاختيار. وحريّة الاختيار في الإسلام أمر أساسي حيث جاء في القرآن الكريم أنْ لا إكراه في الدين(سورة البقرة آية / 256). غير أنّ حريّة الاختيار خاضعة بدورها لمبدأين أساسيين:(أ) القدرة على