الصناعيّة لكنها لا تجدي في هذا المجال في البلدان الفقيرة حيث تميل العلْمانيّة إلى تحرير العقل البشري من الإيمان بالله لكنها تخفق في تقديم بديل لإطفاء غليل التعطـّش الروحي. وتنادي الثقافة الجديدة بالفرديّة والتحرريّة دون ضمان لحريّة الإنسان في اختيار ماهو مناسب وخير له. أمّا بالنسبة للنزعة الاستهلاكيّة فإنها تزيد من حدة شهيّة الإنسان النزّاعة إلى الاستهلاك دون أن توفّر سلعاً استهلاكيّة كافية في المجتمعات الفقيرة التي لايكاد الناس يقدرون فيها على نفقات ضروريات الحياة اليوميّة على أية حال. وتعني الحداثة بالضرورة تغيير كل شيء في المجتمع بما في ذلك الدين واللغة والتقاليد والقيم الأخلاقيّة والعادات الاجتماعية التي تمثّل هويّة الإنسان وشخصيته الفرديّة. ويؤدي هذا بدوره إلى فقدان اتصاله بمحيطه أي الثقافة التي يصنعها ويطورها من أجل خيره بالذات. وحسب تقرير البنك الدولي لعام 1998م فإنّ التطوّر الاجتماعي الاقتصادي في المجتمع الإنساني يبدأ بالتعليم قبل كل شيء. ويجب أن يأتي اكتساب المعرفة(المعرفة الصحيحة في الإسلام) قبل إنشاء المصانع ونقل التكنولوجيا والتصنيع وإنتاج السلع الرأسماليّة وتكديسها وغير ذلك. وتعتبر هذه حجارة البناء في صرح العَوْلمة. أمّا في الإسلام فيعني التعليم أكثر من مجرد تلقين الإنسان كيف يقهر الطبيعة وينتج الثروة الماديّة ويكدّسها. وتعطى الأولويّة في التربية الإسلامية لتنمية الوعي الإنساني من خلال تدريب صارم لحوّاسه الداخليّة من أجل مساعدته على اكتساب المعرفة السليمة بالله والتّحلّي بفهم أفضل لصحائف كتاب الطبيعة(آيات الله) كما هو مبيّن بوضوح في القرآن الكريم.