وأوروبا، الناس على اختلاف ثقافاتهم من تقاسم المعرفة والتمتع بضروب التنويع الثقافي والعيش إخواناً في الإنسانية. ومن الصحيح إلى حدّ بعيد أنّ التنوّع الثقافي أمر ضروري لضمان مستقبل دائم للجنس البشري. إنّها حريّة الاختيار في الإسلام التي تمثّل مصدر الثقافة، أي أنه لا يجوز فرض ثقافة معيّنة بالقوّة على ثقافات أخرى، كما هو الحال في الثقافة الجديدة للعَوْلمة. ولنستشهد مرّة أخرى بقول الربيعي: (على المسلمين حماية المؤسسات(التقاليد) الثقافيّة ببذل الجهود في الحدّ من آثار الاتجاهات العلْمانيّة الغرْبيّة التي تقوم التقنيات الحديثة بنشرها وتعميمها. وهناك قدْر لا يستهان به من الأدبيات التي تظهر على صفحات الشبكات في وسائل الإعلام تمثّل انتهاكاً للتوجيهات الإسلامية أو التعاليم الإسلامية)([446]). وقد ثبت أنّ العَوْلمة سياسية كانت أو اقتصاديّة أو ثقافيّة هي نتاج للتقدّم في تكنولوجيا المعلومات التي تتحرّك متعجّلة وتخترق المجتمعات بقدر من السرعة لا تستطيع معه البلدان النامية السيطرة عليها أو على الأقل الحيلولة دون نقل أفكارها الخطرة إلى داخل مجتمعاتها. وفي العادة فإنّ إعلاماً من هذا القبيل يتخطى السلطات ويصل إلى الناس بوسائل شتّى مثل التلفزيون والإذاعة والأقمار الصناعيّة وغير ذلك من الوسائل الالكترونيّة التي يطالها بصفة خاصّة صغار الناشئة والكبار الذين لم يؤتوا حظاً من الثقافة والتعليم. ومن خلال تحطيم الحواجز والتغلغل في أعماق عقول الناس، يمكن أن تسهم تكنولوجيا المعلومات في تحسين الاتصال بين الناس وتكشف عن محنة أولئك الذين حاق بهم القمع أو تمّ إنْكار حقوقهم الإنسانية الأساسية، لكنها لن تساعد في تحسين الظروف الاقتصاديّة الاجتماعية للفقراء. وعلى العكس من ذلك فإنّ التكنولوجيا الحديثة للعَوْلمة وسيلة لزيادة ثراء