الأيام التي تصنع القرارات العالميّة. وأكثر الدول أهمية وتأثيراً هي مجموعة السبعة G7 التي يتحكم أعضاؤها بمؤسسات برتن وودز(Bretton Woods) من خلال حقّ التصويت وبمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن طريق انشغال ثلاثة مقاعد فيه للدول دائمة العضويّة([435]). وفي تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة تحت عنوان »تنوّعنا الخلاّق Our Creative Diversity) الصادر عام 1994م جاء مايلي: ثمّة خطر محتمل في انتشار هذه الثقافة الجماهيريّة الشعبيّة(العَوْلمة) يتمثل في الحجم والمدى اللذين تبلغهما اتصالات وسائل الإعلام وتسيطر على مايتم نشره وإذاعته وبذلك تضيع أذواق الأقليات ومصالحها([436]). وقد أدّت هذه الثقافة الماديّة إلى جانب وسائل الإعلام والتحضير والتصنيع إلى تفكك نسيج الريف والقضاء على نظم الأسر الممتدة وتهميش ملايين الأشخاص. كما أنها تنحو نحو استبعاد الفقراء من التنمية الاقتصادية. ويقول عامر الربيعي مانصّه: (تعمل السرعة غير العاديّة التي تنتقل فيها تكنولوجيا المعلومات على تقويض قدرة الدول القوميّة في ممارسة أية سيطرة على قيام مجتمعات تلك الدول بوظائفها)([437]). إنّ تكنولوجيا المعلومات تحطم جميع الحواجز وتنقص الحدود القوميّة من أطرافها، وتخترق خصوصيّة الناس وتتسلل إلى عقولهم وتتحكم في أذواقهم وتربك إحساسهم بالأولويات. إنها أسوأ استعمار فكري شهده التاريخ البشري. كما أنها تخلق ثقافات جديدة وتطوّر قواعد جديدة للسلوك الاجتماعي والقيم الاجتماعية ولاسيما عقول الناشئة والفئات غير المتعلمة التي تكون أكثر استعداداً للتأثـُّر بالدعايات. وربما كان خلق فجوة الأجيال واحداً من أخطر آثار