مستقلّ تمام الاستقلال ولا يدين بالكثير أو لا يدين بشيء أبداً للآخرين أو للمجتمع. وتقف هذه الفلسفة على طرفي نقيض مع مبدأ التوحيد. ومع أنه قد يكون هناك بعض المزايا للعولَمة بوصفها نظاماً سياسياً واقتصادياً للتطور الإنساني، ولاسيما في ميادين النقل والاتصال وتكنولوجيا المعلومات، إلاّ أنها تشكّل تهديداً وشيكاً للحياة الاجتماعية الثقافيّة لغالبيّة سكّان العالم. ويتجلّى هذا التهديد بأوضح صورة في استخدام وسائل التسلية الضخمة وأجهزة الاتصال الهائلة من أجل إضفاء الكمال وتمجيد بعض من الممارسات المؤذية واللاأخلاقية في الغرب مثل ممارسة الجنس قبل الزواج والشذوذ الجنسي والاستهلاك غير المقيّد للمشروبات الكحوليّة. وكما سبق ذكره فإنّ القوى العالميّة ممثلة في هيئة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ما فتئت تستغلّ العَوْلمة في فرض وجهات نظرها على البلدان الصغيرة، وعادةً فإنّ القرارات تتخذ وتتم الموافقة عليها في الأمم المتحدة والهيئات الدوليّة ذات العلاقة لإرغام البلدان الصغيرة على تغيير التشريعات المحليّة التي تتصل بالتقّاليد مثل تعدد الزوجات والميراث وختان الإناث وغير ذلك. وقد بلغ هذا التهديد الموجّه للثقافة الإسلامية والتّقاليد الإسلامية درجة من الخطورة لا يمكن السماح له معها بالهيمنة. ويكمن خطر الثقافة الجديدة للعَوْلمة في فلسفتها المادية وإفراطها في استخدام تكنولوجيا المعلومات بهدف التأثير على رأي عام عالمي معروف بسعة الاطلاع والاستقلاليّة، ويمكن محلاظة ذلك في افتقارها إلى الإيمان، ونزعتها الماديّة وطبيعتها الانتقائيّة وهيمنتها الفكريّة واتجهاهات العدواني وموقفها التمييزي بالنسبة للثقافات الأخرى. وكما ورد في تقرير البرنامج التنموي للأمم المتحدة: فإنه لا يوجد تأثير يذكر ولا صوت ذو شأن للبلدان والشعوب الفقيرة في منتديات هذه