الدين أي أنه وعي الإنسان بأنه مدين لخالقه وهو الله عزوجل([428]). ويبلغ وعي الإنسان بالإسلام ذروته في مفهوم الإحسان وهو يعني الشعور المتواصل والتام بأنّ الله موجود مع الإنسان، وبأنّ الله يعرف تمام المعرفة أفعال الإنسان وسلوكه في أي وقت يوجد فيه الإنسان وحيثما وجد. وبناءً عليه فإنّ المعرفة تحتلّ موقعاً مركزياً في النظرة الإسلامية إلى العالم والثقافة. أهمية المعرفة المعرفة في الإسلام تعني اليقين بعكس الشّكّ والظـّن. وهناك مستويات ثلاثة لليقين:(أ) علم اليقين ويعني ذلك المعرفة التي تمّ الحصول عليها من خلال الاستنباط السليم؛(ب) عين اليقين وهو المعرفة التي أمكن التوصل إليها عن طريق الملاحظة؛(ج) حق اليقين ويعني ذلك التجربة المباشرة أي المعرفة المُدْرَكة بالحسّ أو البديهيّة سواء كانت عن طريق التجربة العمليّة(الاكتشاف العلمي) أو التجربة الروحيّة(الإلهام) والتي تأتي بنعمة من الله سبحانه وتعالى الذي هو الحقيقة المطلقة([429]). وتكمن الأهميّة المعرفيّة لليقين في الحقيقة القائلة إنه يتسامى على مجال الشّكّ والتخمين، وحسبما يحاجّ الدكتور العطـّاس فإنّ المنطق والتجربة كما عرفهما العلماء المعاصرون بأنهما المصدران الوحيدان للمعرفة، لا يمكن أن يؤديا إلى حقّ اليقين أو الحقيقة المطلقة التي لا تترك مجالاً للشّك أو الحدس والتخمين. وقد أكدّ القرآن الكريم ذلك في سورة يونس/ الآية 36.(إنّ الظّن لا يغني من الحقّ شيئاً) ولا يعني ذلك أنّ العلم والجدل المنطقي لا قيمة لهما، بل إنه إذا تمّ استخدامهما بصورة صحيحة فإنّ بإمكانهما تقديم أساس سليم للمعرفة الصحيحة. وفي وسع المرء أن يرى من التعريف الوارد أعلاه للمعرفة الصعوبة