ممارسة العبثيّة مجردِ من كل مغزى. كذلك فإنّ الماديّة العلمانيّة الغربيّة تغرس في عقول أطفالنا الفكر الإلحادي وامتهاناً للتقاليد والوالدين والكبار وفقداناً للأمل، واستخفافاً بالمعرفة وهياماً بأسلوب حياة ذي طابع حيواني وضيع لا يُعنى إلاّ باللذات الجسديّة في أشد حالاتها فجاجة أو بعبارة أخرى النهج النفعي البحت الذي يرى الحياة على أنها مبدءان: اللذة والألم. مفهوم الثقافة في الإسلام كما هو مبيّن في هذه الورقة فإنّ الثقافة كما يعرّفها علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا بأنها مجموع التجربة الإنسانية بما فيها الدين والتقالية والقواعد الأخلاقيّة والقيم الاجتماعية والعادات واللغة والقيم الأخلاقيّة والموسيقى والفن.. إلخ. وإذا ما نظرنا إلى الثقافة على أنها شيء يصل الناس ببعضهم إضافة إلى وصلهم ببيئتهم فإنّ بإمكان المرء تعريف الثقافة الإسلامية بأنها معرفة عمليّة مكتسبة يوجهها مبدأ معياريّ قررته وفسّرته الشريعة.. وتتجلّى هذه المعرفة في سلوك الإنسان الواعي في الحياة عندما يتعامل بصورة فرديّة أو جماعيّة مع الوجود(أي مع الله الخالق ومع مخلوقاته). وفي هذا الصدد فإنّ بالإمكان قسمة الثقافة إلى صنفين: (أ) الثقافة الماديّة. (ب) الثقافة غير الماديّة. وتتعلق الأولى بالجانب المادّي من الحياة كما تدركه الحواس الخارجيّة بينما لا يتعاطى الآخر إلاّ مع الحواس الداخليّة للإنسان أي مع عقله ونفسه وذهنه وروحه. ويطلق على هذا الجانب المظهر الروحي للحياة الإنسانية. فليس الإنسان مجرد لحم ودم وعظم بل هناك جانباً أو جزءاً روحياً لهذا الإنسان أيضاً.