الكريم وكما يتمثل في الحياة العمليّة للنبي(صلى الله عليه وسلم) وسنّته. وعلى حد قول الدكتور العطّاس فإنّ الإنسان المسلم لديه القرآن الذي لم يتغيِّر ولا يتغيّر ولن يتغيّر. إنه كلام الله المنزّل بصورة مكتملة ونهائيّة. والمقصود بنظرة الإسلام للعالم هو رؤية الحقيقة والصدق الذي يظهر أمام عيون عقولنا مبيّناً لنا مغزى الوجود لأنّ عالم الوجود بكليته هو ما يطرحه الإسلام([422]). ويتصوّره. وعلى العكس من نظرة الإسلام للعالم، فإنّ ثقافة العَوْلمة الجديدة هي النتيجة المباشرة للتوسع الأوروبي عبّر هذا لكوكب عن طريق الاستعمار والسيطرة الثقافيّة. وهي صورة تعكس وتبيّن بوضوح النظرة الغربْيّة للعالم، وهي نظرة تقوم كما ذكرنا سابقاً على الماديّة العلْمانيّة. إنها لا تعترف بوجود الله كخالق ورازق لهذا الكون ولا تؤمن بالحقيقة المطلقة ولا بالحقائق الغيبيّة ولذلك فإنها لا تعترف بالحقائق الميتافيزيقيّة ولا بالحساب في الحياة الآخرة. إنها عموماً تتصور هذا العالم الماديّ على أنه نظام أبدي، مستقل، موجود بذاته يتطوّر حسب قوانينه الخاصة به([423]). وفي نظام من هذا القبيل يُنْظَرُ إلى الإنسان على أنه سيّد ذاته ولا حاجة له لسلطة لتوجيهه وهداه. ولذا فإنّ له الحريّة لعمل مايريد، من هنا تأتي مشكلة الإنسان في هذه الحياة. ولابدّ لكل مسلم من أن يعرف في قرارة نفسه أنّ تأثير الماديّة العلْمانيّة الغربيّة هو تأثير الشيطان. إنّ الماديّة الغربيّة العلْمانيّة تنتزعنا من صلواتنا، ومن ثقافتنا الإسلامية وتشوّه نظرتنا للعالم، وتأخذنا من نظامنا الاقتصادي الإسلامي ومن نظامنا التربوي الإسلامي ومن قيمنا الإسلامية وتصرف أذهاننا عن الله وتسلب من أطفالنا هويتهم الإسلامية كما وتعطينا الماديّة العلمانيّة الغربيّة مجتمعاً يقوم على الجريمة والعنف وتعاطي المخدرات والمسكرات والبغاء والصور الداعرة والانحراف الجنسي واستغلال البشر والموارد وتنحدر بالحياة إلى دَرَك من