لاانفصام له بالمظهر الأخروي، حيث سيكون فيه للمظهر الأخروي الكلمة العليا والنهائيّة. ويُنْظَر في الإسلام إلى المظهر الدنيوي على أنه إعداد للأخروي؛ إذ يتركز كل شيء في الإسلام على المظهر الأخروي دون أن ينطوي ذلك ضمناً على أي موقف ينمّ عن إهمال المظهر الدنيوي وتجاهله([420]). وتتألف نظرة الإسلام العَوْلمة من: (1) الإيمان بوحدانيّة الله على أنه القدير العليم دائم الحضور. (2) الإيمان بأنّ الله هو خالق الكون. (3) الإيمان بأنّ الله هو رازق العالمية. (4) الإيمان بالحقائق الغيبيّة وبالحياة الأخرويّة. (5) الإيمان بأنّ النبي الكريم محمداً(صلى الله عليه وسلم) رسول الله. (6) الإيمان بملائكة الله والإقرار بأنّ القرآن كتاب الهدى الربّاني الحجّة التي تفصل بين الحق والباطل([421]). وعلى النقيض من نظرة الإسلام للعالم، فإنه جرى تعريف النظرة الغربْيّة للعالم بأنها مجموعة متماسكة من المفاهيم والنظريات التي تمكّن البشر من إنشاء صورة عالميّة للدنيا التي يعيشون فيها. وعلى ذلك فإنه بينما تقوم نظرة الغرْب إلى العالم على الماديّة العلمانيّة فإنّ نظرة الإسلام للعالم تقوم على التوحيد والواقع. إنّ نظرة الإسلام للعالم تحدد وتعرّف الطريقة التي يجب أن تتخذها صلة الناس بخالقهم وهو الله سبحانه وتعالى في التسليم له وعبادته وإطاعته والطريقة التي ينبغي أن يسلكها في علاقاتهم ببعضهم وبالبيئة الماديّة والطبيعيّة ككل في تصرّف ينطوي على الاعتراف بالمشيئة الربّانيّة أي الأمر الربّاني الذي يوصف بأنه القانون الطبيعي. ويمثل الإسلام النهج الإسلامي في الحياة. ويتعين أن تسير الحياة الإسلامية على هدي من المعرفة اللائقة والتوجيه الخيّر كما يرسمه القرآن