العودة بالعَوْلمة السياسيّة إلى التّوسع الأوروبي الاستعماري الذي حدث في القرن الميلادي الخامس عشر الذي حصل في شتّى أرجاء المعمورة. ابتداءً من(أ) الجهود الاستعماريّة الإسبانيّة البرتغاليّة الرامية إلى تنصير ما يسمّى بالشعوب المتوحشة، و(ب) بعوث التحضير البريطانيّة والفرنسيّة والهولنديّة التي يزعم فيها هؤلاء الاستعماريون الأوروبيون أنهم قاموا بتحضير ما يوصف بالسكّان البدائيين أو الشعوب المتخلفة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط،(ج) الجهود المتضافرة التي تبذلها البلدان الرأسماليّة التي أرادت، من خلال التحديث والعَلْمَنة، تطوير الشعوب غير الغربْيّة في الشرقين الأقصى والأوسط ولاسيما تلك التي سبق أن جرت أسلمتها قبل قرون من ظهور العالم الرأسمالي الغربي »المتحضّر«. وعلى حدّ قول ولترد د. مغنوليو يبدو أنّ العَوْلمة عبر عملياتها الثلاث تتجاهل وجود منظمات اجتماعية على مستوى رفيع من التقدّم كانت موجودة في العالم آنذاك كما هو الحال على سبيل المثال في الصين والعالم الإسلامي والمكسيك(وأجزاء من إفريقيا) وذلك قبل أن شرّعت عصبْة من المجتمعات البربريّة الصاعدة في جعل نفسها المركز الجديد للعالم([419]). وإلى جانب التوسع الاستعماري في شتّى أصقاع الأرض، فقد انتشرت الثقافة الأوروبيّة ولاسيما اللغات الأوروبيّة انتشاراً سريعاً في البلدان التي تمّ الاستيلاء عليها. النظرة الإسلامية للعالم إنّ النظرة الإسلامية للعالم هي العقيدة الإسلامية ذاتها، فهي تطرح رؤية الصدق والحقيقة الواحدة. وتشمل كلاً من هذه الدنيا والآخرة التي لابدّ فيها على حد قول الأستاذ الدكتور العطّاس من ربط المظهر الدنيوي ربطاً وثيقاً