وقال تعالى:(من يعمل سوء يجزيه)([76]). وقال تعالى:(من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها)([77]). وجزاء الظلم لا يتلقاه إلاّ المجرم: قال تعالى:(لا عدوان إلاّ على الظالمين)([78]). ولو يمعن النظر لتبلور أن العامل الأساسي والسبب الأصلي لاغتصاب الحقوق الإنسانية والإجحاف بها، هو الفوارق والتميزات التي أبيحت ولصبت بين فئام من البشر ودون مختلف الطبقات والطوائف، بأن تعلق الأهمية بفئة ويعار لها الاهتمام، والفئة الأخرى لا تقام لها الوزن و لا تؤخذ بعين الاعتبار ويعامل مع طائفة معاملة نظر ورعاية، والطائفة الأخرى تهمل شؤونها إهمالا، أو يعامل معهما معاملة ظلم وعدوان. فالإسلام يقضي على هذا المبدأ والأساس للظلم وعدم الإنصاف المتعلقة بالحقوق الإنسانية؛ لأن مغزى كافة توجيهات الإسلام وتعاليمه هي أمران: (1) الاعتقاد بوحدانية الله. (2) والوحدة الإنسانية، أي الإيقان بأن الله وحيد لا شريك له ولأند له، والإنس برمتهم قد تم تخليقهم من أب وأم واحدة، كما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته وقال:(ان إلهكم اله واحد، وكلكم من آدم). وهذا هو المبدأ والأساس الذي بإمكانه أن يحسم عاقبة أمر الحقوق الإنسانية ويقضي على النقائص المتواجدة فيها. ولا تزال الفوارق العرقية والعنصرية والخلقية والتمييز بين الأسود والأبيض، وبين جيل وجيل، قائمة على أصولها وعلى ما أعرب عنه الفلاسفة والحكماء مثل أفلاطون الذي قرر أن مواد التخليق تختلف وتتبين، فللحكام والولاة مادة، وللشعوب وعامة الجماهير مواد أخرى.