هذه هي رسالة المثقفين المسلمين اليوم، في عالم تطبعه عولمة آحادية أميركية متوحشة، هدفها اقتلاع الناس من جذورهم وأصولهم، ولذلك فإن المثقفين على اختلاف فآتهم، وتنوع اتجاهاتهم واخصاصاتهم، من فقهاء وفلاسفة، ومفكرين وعلماء، وإعلاميين، وتكنولوجيين، مدعوون إلى ضم الصفوف، وتوحيد الخطة، والتنسيق فيما بينهم لتكوين الهيآت الفئوية الفاعلة، كل في مجال تخصصه، ليضعوا لبنات البناء الحضاري، داخل وحدة الأمة التي تتصدى بالاعتماد على العلم والتكنولوجيا لكل معالم العولمة الزاحفة. إن مسؤولية المثقفين تفوق كل مسؤولية، إذ على عاتقهم تلقى مهمة الإحياء والبناء. استنتاج وبعد فها هي العولمة الأحادية الأميركية، قد ألقت بكلاكلها، الإقتصادية، والسياسية، والعسكرية والثقافية، كالأخطبوط النهم، لابتلاع خيرات العالم. وإنها في زحفها الوحشي التوسعي هذا، لم تستثن جزء، ولم تخطئ منطقه، وإنّما هي تفرض بقوة المال والسلاح ايديولوجيتها، وهيمنتها.. وما عشناه في افغانستان، والعراق، وفلسطين، لهو الدليل القاطع على أن العولمة الأميركية لا ترقب إلاّ ولا ذمة في الشعوب الضعيفة، مادامت مصلحتها هي المكتسبة.. ومما لا شك فيه، أن الأمة الإسلامية بالذات التي ماتزال الهدف في المخطط التوسعي العولمي، بما تمثله هذه الأمة من خصائص ومقومات تجعل منها أمة عالمية بالإسلام، وهو ما يجعلها تقف كالشوكة في حلق هذا الاخطبوط البشري العدواني. وإذا كانت كل ثقافة، تجد نفسها مهددة اليوم بهذا الخطر الداهم، وإذا كان المطلوب من الشعوب الضعيفة الانصياع لمتطلبات العولمة، وإن أدى ذلك إلى التضحية بجزء من سيادتها السياسية، والكسر من مواردها الإقتصادية، والأساسي