العالم، وجعله واحداً في السلوك والذوق والعادات، دون الأخذ بالاعتبار، لثقافات الشعوب وخصوصياتها.. ولعل هذا ما يفسر عنف الإستجابة للتحدي العنيف كما نلحظه في المجتمع الإسلامي لدى الهيآت الثقافية والدينية ممثلة في تنظيمات المثقفين، واتحاد الكتاب، ومفكري المذاهب الإسلامية. وغيرها، في محاولة منهم لتحصين الذات المسلمة وحماية الأصالة الثقافية من فقد خصوصياتها أو الذوبان في عولمة ثقافية تقتضي وجود ثقافة أخرى، عبر الثقافة العولمية. وعند تلمسنا لأبعاد خطورة تحدي العولمة في المجال الثقافي نلاحظ خطورة المنهج الاستراتيجي المطبق وذلك بدء بزعزعة العلاقة الوثيقة بين الثقافة وباقي المجالات، وأهمها: 1ـ الفصل بين الدولة والأمة فالتلويح بإقامة الدولة، ومنحها من الأوصاف ما أمكن، كالديمقراطية، والتداول على السلطة، وعدم الوصول أو البقاء على رأسها بالعنف، وهي كلها كلمات مظلومة، لا مكان لها في عالم التطبيق حتى لدى المنادين بذلك. وفي ثنايا المطالبة بإقامة الدولة، تكمن مكيدة القضاء على الأمة ومحاولة اسقاط مقوماتها. وتستغل العولمة الثقافية بيادق لها ممن تكونوا في مؤسساتها وتغذوا بحليب منهجها، تستغلهم للتبشير بمبادئها، والدفاع عن شعاراتها الجوفاء، ومن ذلك لا للدولة الثيوقراطية، لا لأسلمة الدولة، لا للتمييز بين الجنسين في الحقوق لا لتنشئة الأطفال على الخوف بتعليمهم حقائق الجنة والنار والموت، إلى غير ذلك من الجمل غير المفيدة لواقعنا الإسلامي، مما يروج له عن جهل من أبناء الأمة أو عن غباء، وخبث..