سقط إذن قناع العولمة الخادع الذي استخدمته كطلاء جذاب وفشلت مزاعمها في التبشير بإحداث القرية الكونية الواحدة، التي تجمع بين من يملك ومن لا يملك، وما هذا الغزو، والقتل، والتخريب، واحتلال بلدان المستضعفين، لاستغلال خيراتهم إلاّ الدليل القاطع على ازدواجية الخطاب العولمي، بين القول النظري، والتطبيق الفعلي. بهذه الإحصائيات التي يقدمها البنك العالمي، حول مؤشرات التنمية في عام 2001م، تمثل أحسن دليل على فضح مزاعم العولمة؛ وهو يمثل صفعة من المستضعفين، على وجه القوة المستغلة بإسم العولمة. فالإحصائيات تقدم لنا أرقاماً مرعبة حينما تشير إلى أن مليار ومئتي مليون نسمة،(أي أكثر من سدس العالم) يعيشون على أقل من دولار واحد يومياً. وإن حوالي عشرة ملايين طفل توفوا عام 1999 تحت سن الخامسة، وأن وفاة اغلبهم كانت بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها لو وجدت العناية الصحية والغذائية. وإن مئة وثلاثة عشر مليون طفل لا ينتظمون في أية مدرسة. فهل بعد هذه الإحصائيات، التي تدحض كل زعم هل بعدها من قول؟ على أن هذه العولمة الإقتصادية ـ بالرغم مما تخفيه من أوجه قبيحة ـ فإنها تمثل بالنسبة للمثقفين في العالم المتخلف، ولاسيما المسلمين منهم، التحدث الذي ينبغي أن يواجه بالاستجابة، وما دام التحدي عنيفاً كما لاحظنا، فينبغي أن تكون الاستجابة أعنف، وما من ظالم إلاّ سيبلى بأظلم.. 2 ـ العولمة الثقافية لعل أخطر تحد تواجهنا به العولمة، بعد التحدي الإقتصادي إنّما هو التحدي الثقافي، فما تجابهنا به هذه العولمة على الصعيد الثقافي، إنّما هو محاولة تحقيق نمطية