عالمي، يعمل على إشاعة أحادية الثقافة، وأحادية الاتصال وبالتالي القضاء على الخصوصيات الثقافية، والعقدية للشعوب الأخرى، ولاسيما الثقافة الإسلامية. ويمكن القول بأن العولمة، إنّما جاءت لمواجهة العالمية الإسلامية، خصوصاً بعد سقوط الشيوعية العالمية. 1 ـ مجالات العولمة هناك مجموعة من العوامل تعتبر الممهدة لتجسيد العولمة من الناحية الفلسفية الايديولوجية، وتعتبر كلها عاكسة للذهنية الغربية المحددة لنظرية العولمة. ومن هذه النظريات، مقولة اعتبار الإنسان حيوان إقتصادي مستهلك.. ومعنى هذا أنه إنسان نهم يستبيح كل المحرمات، من غش، واستغلال، وكذب، وربا، لتحقيق مآربه، وهو ما أنتج ما يعرف بالعولمة الإقتصادية. والعولمة الإقتصادية ثورة على الحواجز الجمركية التقليدية من أجل إزالتها، وتحويل العالم إلى قرية بلا حدود، تفتح فيه كل الأبواب أمام السلع الإقتصادية الواردة من الدول القوية مالياً، والمتميزة سلعها بالوفرة أولاً، ثم الجودة المقرونة بالأسعار المنخفضة، وهو ما يمثل عملياً سحقاً لانتاج المستضعفين للإمكانات والوسائل مما يحول دون قدرتهم على المنافسة، وبالتالي الإنهيار والسقوط، والعجز عن الصمود أمام قوة الانتاج العولمي الغازي. إن المعادلة المعكوسة التي يفضي اليها هذا الواقع الإقتصادي الجديد، تتجلى في كون الشركات العولمية الكبرى، والتي يمثل أصحابها على الخريجة العالمية نسبة 20% من سكان العالم، سيتمكنون بقوتهم الإقتصادية، من التمكين لنشاطهم التجاري من تجاوز الحدود والجغرافيا، لتشمل العالم بأسره، وبذلك يتم رهن مصير الأغلبية الباقية من سكان العالم، وهم يمثلون الاغلبية التي تصل نسبتها إلى 80% ومعنى هذه المعادلة فرض الفقر، والتبعية على هذه الأغلبية السكانية،