بسم الله الرحمن الرحيم العولمة وحقيقتها إن العولمة أو العولمية، مفهوم تمت صياغته وصناعته في المخابر والمصانع الأميركية وما يتبعها. وهي أي هذه العولمة ـ كمذهب اميركي ـ إنّما جاءت خاتمة مطاف لمجموعة من الأحداث العالمية، التي تمثلت على الخصوص في صياغة ما سمي بالنظام العالمي الجديد، الذي قام على أنقاظ النظام الشيوعي، وسقوط حائط برلين، وقبل ذلك انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وما تلا ذلك من اندلاع للحروب كحرب الخليج الأولى، والمد المتنامي للصحوة الإسلامية، والإنتفاضة الفلسطينية، والتلويح بنظرية نهاية التاريخ وصدام الحضارات … الخ. فالعولمة نظام فاعل ومؤثر، بل إنه موجه وآمر، يعيش آثاره البعض منا متلقياً، ومنفعلاً ومشدوهاً، بل ومنسلباً في كثير من الأحيان. وإن من الإجحاف اختزال مفهوم العولمة وحصرها في ما يسمى بحرية السوق، وتنقل رؤوس الأموال بدون حواجز جمركية أو جبائية، فذلك إنّما يدل على سطحية في الفهم، واستهانة بمخاطرها. إن العولمة أبعد مدى من ذلك، وأكثر تعقيداً مما يظنه البعض منا، فهي نظرية، متعددة الجوانب الايديولوجية، تشمل الجانب الثقافي، والإعلامي، والأخلاقي، والإقتصادي والسياسي ولاسيما العقدي، فهي ـ إذن ـ مذهب عولمي، ولا نقول