للتاريخ، إذا اعتبرنا ان التاريخ هو تاريخ الوعي والارادة الاجتماعي للامة افراداً ومجتمعاً. إن هذا القول ينسجم تماماً مع توظيف نظرية(بافلون) الروسي في السلوك، فإذا تم اعتبار السلوك الإنساني خاضعاً للارتباط الشرطي(تجربة بافلوف واللكب والناقوس) فإن البشر بالإمكان التعامل معهم تماماً مثل الحيوانات في السرك، أي يتم ترويضهم وفق قانوني اللذة والألم، أو الثواب والعقاب، والحقوق والطمع الحسي. يأتي مالثوس، الانجليزي كذلك، ليبرر الحروب والقتل والابادة، تحت دعوى ان الموارد الطبيعية تزيد في شكل متوالية حسابية، بينما تزيد الموارد البشرية في شكل متوالية هندسية، الأمر الذي لا يحقق تعادلاً والذي يقتضي ضرورة اتباع سياسة الابادة للجنس البشري، ليأتي داروين من بعده ويقدم نظرية الانتخاب الطبيعي والبقاء للأقوى، ثم ليقدم اطروحة تسمح للمشروع الانجلوسكسوني الذي يفقد الشرعية التاريخية ان يكون(تطوراً)، أي قفزة نوعية فوق التاريخ، وهو ما يؤكد النظرية الاستعلائية الانجلوسكسونية للعالم والتاريخ الإنساني والحضارات. وإذا أمعنا النظر في أحدث نظريتين، أو اطروحتين وهي اطروحة الياباني المتأمرك(فوكوياما)، في القول(بنهاية التاريخ، والانسان الأخير)، والذي يقدم فيه النموذج الليبرالي الاميركي كأرقى نموذج، انه حالة التطور الاخير، أي هو الصياغة الفلسفية لنظرية التطور الداروني، مثلما هي اطروحة صدام المدنيات التي قال بها هونتنغتون، وهي ذاتها صياغة بشكل آخر لاطروحة مالثوس، ولأن التاريخ لا يمكن لأحد أن يوقفه، أي ان اطروحة فوكوياما تواجه بحقيقة صيرورة