إن الفردية هي شأن ليبرالي بحت يقوم على الغاء الهوية الاجتماعية والثقافية ومكونات هذه الهوية من شرائع وأديان واعراف، وهذا الفهم الليبرالي المعادي للثقافة والتاريخ هو ما أسس عليه الانجليزي فرويد نظريته في تقسيم الإنسان إلى(الهو) المجهول(ID) ثم إلى(انا)(ego)، ثم إلى الانا الاعلى(Soperego). وهذا التقسيم علاوة على انه تمييز ومنهج التفكير الثانوي المشترك، فإنه بتركيزه على(الانا)، يكون قد اهمل شأن هذه الانا وهي تتكامل من خلال الوعي الاجتماعي حيث تتحول من مجرد انا رقمية في قطيع، إلى ذات واعية في مجتمع. ان النظرية الليبرالية وفق التصور الفرويدي تقيم حياة القطيع لا حياة المجتمع، حياة القطيع اللافيني الافراد فيه لا يجمعهم إلاّ الحاجات البيولوجية الاولية، كما مثل افراد القطيع الذين يتركون الارض إذا جف ماؤها، أو قل عشها. اما الارض الوطن، الذي هو جزء من الفعل التاريخي الذي يؤسس على الوعي والارادة اللتين هما خاصيتان انسانيتان فهذا ما ينظر إليه تحت دوافع النفعية والانتهازية، وهو ما تؤسس عليه العولمة الليبرالية والتي تسعى إلى الغاء الحدود، الجغرافية، مثلما تحاول الغاء الحدود الثقافية والفكرية، أي الحدود التي تكون الذات الاجتماعية وتشكل العالم من مجرد افراد إلى ذوات يكونوان الموضوع العالمي. ومثلما تقوم الفيزيقية على قانون الجبر المادي، نجد فرويد يؤكد على ان السلوك ينشأ من اللاشعور، من الرغبات المكتوبة في اللاشعور والتي مركزها غريزة الجنس(الليبيدو)، وكما نعلم فإن إلغاء الوعي والارادة، ليس سوى وجه آخر للتعبير عن الفلسفة الجبرية(الليبرالية). وهو ذاته ما يعد الغاء عملياً