لقد أكد القرآن قيمة المرجعية في السلوك الإنساني، فالمرجعية هي اساس العلاقات الإنسانية، وعندنا نحن المسلمين ان القرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم التي امره الله بتبليغها أو نعلها، أو اقرارها، والتأكيد على اكتمال الدين وإتمام النعمة(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً). أقول: ان هذه المرجعية هي ما يحكم بها على التاريخ، ان على افعال البشر، فافعال البشر تقاس بهذه المرجعية لا العكس، تماماً مثل ما قال الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه(يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال). وباعتماد المرجعية الالهية الشمولية الصالحة لكل زمان ومكان يكون الموقف الإنساني الحقيقي من الذين يحاولون الغاء كل القيم، وتحويل البشر إلى مجرد سلع خاضعة كما أشرت(للدفع نقداً)،(ولاسعار البورصة). ان الاسعار والاثمان، والمقاييس، والمعايير، والأوزان كلها وما جرى مجراها تصلح لقياس الاشياء، أما القيم فهي اعلى وأكبر من مجرد ان تتحول إلى واقعية، انها ما يقاس بها الواقع لا العكس، فالواقع ومن القيم القرآنية المرجعية خاضع لهذه القيم، يحكم على السلوك بها لا أن يحكم عليها بالسلوك، مثل مقاييس النفعية والبراغماتية. ان الاختلاف والتنوع هو ما يقره القرآن الكريم(فاختلاف الألسنة والألوان آيات من الله)، كما ان وحدة الخلق لا تنفي الجعل، فالجعل تحول ولكنه في قانون الله تحول لمصلحة الإنسان(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان أكرمكم عند الله أتقاكم).