بسم الله الرحمن الرحيم إن أهم ما يجب التأكيد عليه ونحن بصدد تحديات العولمة أن نعدد مفهوم العولمة ذاته، ولأن العولمة لا تزال مجرد اطروحات عامة وسياسات، فإننا سنأخذ بالقول(إن ادراك الشيء جزء من تصوره)، أن اننا نتصور مستقبل العالم والبشرية في ضوء هذه العولمة، وإن كنا ننبه منذ البداية ان المصطلح في شكله الانجليزي، على سبيل المثال(Globalization)، يعطي اغراء خادعاً، فالذين وضعوا هذا المصطلح ويحاولون تسويقه، خاصة بعد سقوط ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة بالعالم باعتبارها اقوى دولة عسكرياً وتقنياً، محاولة عن طريق الهيمنة السياسية والاقتصادية ان تركز كل معطيات القوة في يدها. اقول ان مصطلح العولمة يخفي حقيقة ان مفهومه الذي يبدو طبيعياً هو غير واقعه، فما يقدم هو تدخل قسري لجعل ما ليس عالمياً عالمياً، انه إذا استخدمنا الاشتقاق الانجليزي عملية(Globalizing) لا(Globalization). من هنا فنحن بصدد مصطلح سيعتمد التشويه والتزييف للمفاهيم بعد ان فشل ما يسمى(بالنظام العالمي الجديد)، مصطلحاً يبرر سياسات الهيمنة والاحتواء تحت وهم النظام.