ومنها ما يتحدث عن الغيب، وهو مجهول بالنسبة إلينا، ولا نعلم منه إلاّ ما اطلعنا الله تعالى عليه، وهو النذر اليسير، ومنه ثواب المؤمنين في الجنة:(على سُرُرٍ موْضُونةٍ(15) مُتّكئين عليْها مُتقابلين(16) يطُوفُ عليْهمْ ولْدانٌ مُخلّدُون(17) بأكْوابٍ وأباريق وكأْسٍ منْ معينٍ(18) لا يُصدّعُون عنْها ولا يُنْزفُون(19) وفاكهةٍ ممّا يتخيّرُون(20) ولحْم طيْرٍ ممّا يشْتهُون(21) وحُورٌ عينٌ(22) كأمْثال اللُّؤْلُؤ الْمكْنُون(23) جزاءً بما كانُوا يعْملُون(24) لا يسْمعُون فيها لغْواً ولا تأْثيماً(25) إلاّ قيلاً سلاماً سلاماً)([308]). وعقاب الكافرين في النار:(وأصْحابُ الشّمال ما أصْحابُ الشّمال(41) في سمُومٍ وحميمٍ(42) وظلٍّ منْ يحْمُومٍ(43) لا باردٍ ولا كريمٍ)([309]). والرقابة الدائمة على أعمال الإنسان من خلال الملائكة:(ما يلْفظُ منْ قوْلٍ إلاّ لديْه رقيبٌ عتيدٌ)([310]). ووجود الملائكة:(الْحمْدُ لله فاطر السّموات والأرْض جاعل الْملائكة رُسُلاً أُولي أجْنحةٍ مثْنى وثُلاث ورُباع يزيدُ في الْخلْق ما يشاءُ إنّ الله على كُلّ شيْءٍ قديرٌ)([311]). ووجود الجن:(وما خلقْتُ الْجنّ والإنْس إلاّ ليعْبُدُون)([312]). فالتسليم بما ورد في القرآن من الغيب يحصل في مرحلة ثانية، بعد الإيمان بنزول القرآن من عند الله تعالى. إن عالم الغيب حقيقة كعالم الشهادة، فإذا كانت معلوماتنا المتاحة عن عالم الشهادة قليلةً ومحدودة، ونستكشفها تباعاً، فالأولى أن تكون معلوماتنا عن عالم الغيب أقل، لأننا نعرفها بالإخبار عن الخالق فيما أراد إخبارنا به، لا بالتجارب والاستكشاف.