توصل حينئذ إلى النتائج السليمة. ولا نستبعد من بحثنا ما تلعبه الأنانيات والمصالح الذاتية في تحوير النتائج بعناوين وإضافات مختلفة، وفي التباعد بين الرؤى من غير ارتباط بالمقدمات أو المنهج، وعندها تتعقّد الأمور أكثر. أمام هذا الواقع، يجب الاهتمام بالعقلنة وفق المنهج والمقدمات الصحيحة، والعمل لكشف الأنانيات والذاتيات، لنضع أمام العقل الإنساني ما يساعده على الإختيار كجزء من أسلوبنا وأدائنا، ولن تضيرنا المقدمات والمنهجية الصحيحة في أي نتيجة تصل إليها، لأنّ ما طرحه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة منسجم مع الفطرة الإنسانية المتناغمة مع طريقة التفكير السليم، ونحن مطمئنون بأنّه متفوّق على ما عداه(وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم)([290]). إن الاختلاف أمر تكويني، قال تعالى:(ولوْ شاء ربُّك لجعل النّاس أُمّةً واحدةً ولا يزالُون مُخْتلفين)([291])، وهو اختلاف في القدرات الجسدية والعقلية والحياتية، ولا يشكل أزمة أو مأزقاً خاصةً عندما يتحول إلى تكامل وتفاعل وتنمية للطاقات، ولا يسبب مشكلة إذا انحصر في التعبير عنه بالحوار والنقاش حتى مع بقائه واستمراره، لكنّه يتحول إلى مأزق عندما يُستخدم مطية لأغراض خارجة عن السياق المنطقي والعقلي، كاستخدام القوة وحب السيطرة والإستئثار التي تدفع باتجاه الهيمنة وإسقاط القيم وعدم إحترام الإنسان وحقوقه. من كان يدّعي الأحقيّة فليقارع بالبرهان والدليل، فقد خلق الله الخلق ورزق الكائنات وهداهم وهذا بيّنٌ واضح، وسيبقى المعاندون عاجزين في مواجهة التحدي،(أمّنْ يهْديكُمْ في ظُلُمات الْبرّ والْبحْر ومنْ يُرْسلُ الرّياح بُشْراً بيْن يديْ رحْمته أئلهٌ مع الله تعالى اللهُ عمّا يُشْركُون(63) أمّنْ يبْدأُ الْخلْق ثُمّ يُعيدُهُ ومنْ يرْزُقُكُمْ من السّماء والأرْض أئلهٌ مع الله قُلْ هاتُوا بُرْهانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صادقين)([292]).