استخدام ركائز القوة الصلبة، كالآلة العسكرية لقمع المخالف، وفرض اقتناع قسري بضرورة التناغم مع الطرح الأميركي، أو على الأقل الإذعان له; ويستدعي ذلك استخدام أنماط علاقات مثل علاقات الإكراه، والردع، كما تقوم أيضاً على استخدام لركائز الهيمنة النفسية كوسائل الإعلام جميعها، والمساعدات الاقتصادية، لإيجاد مبررات القناعة بالأهداف وتكريس علاقة الخضوع للولايات المتحدة الأمريكية. ويستدعي ذلك استخدام أنماط علاقات مثل علاقات الإغواء، والاستدراج، والإقناع مع إبقاء هامش فعّال من الرعب والخوف والردع والقهر خصوصاً مع الأطراف الضعيفة. وبخلافه تنتقل طريقة التعامل إلى استخدام ركائز القوّة الصلبة لفرض السيطرة على من لا يرضى بالهيمنة الأميركية طواعية. ولا يخفى ما في هذا السلوك من تجبّر وتكبّر وعلو. وقد حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على بسط هيمنة نموذجها على العالم، وذلك في إطار إعادة صياغة النظرية الاستعمارية المحدثة. ولأجل ذلك استخدمت الولايات المتحدة أدوات أعلامها لعولمة نموذج الحياة الأميركية، وتزيينه للرأي العام العالمي، وهو ما يسهّل عملية فرضه عبر المعاهدات الدولية، ومؤسسات التمويل العالمية، مع التحرك العسكري لقمع الدول الهامشية التي ترفض تقبّل هذا النموذج طوعاً. ولذا عمدت الولايات المتحدة الأميركية إلى تقسيم العالم إلى دول حليفة ودول معادية، لكن وفق المعيار الأميركي. ولعل هذا ما اتّضح من كلمة الرئيس بوش للرئيس الباكستاني برويز مشرف: »أمامك خياران: إما أن تدخل في حلف الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، وإما أن نعيد باكستان إلى العصر الحجري«، وكقوله قبل ضرب أفغانستان: »من ليس معنا فهو ضدّنا«.