وعلى هذا المبدأ بدأت مرحلة جديدة من النهج الأميركي في السياسة العالمية، وأخذت تجلياتها تظهر بشكل صارخ وحدّي بعد أحداث 11سبتمبر عام 2001 م، وكان أبرز ما انكشف من خلفيات هذا النهج الاستكباري بمنطق القهر والقوة هو ما يلي: 1 ـ إعادة تشكيل السايكولوجية للعالم الإسلامي بمنطق القوة الاستكبارية وتحت شعار العولمة الحضارية الجديدة فرغم موجة المعارضة الشاملة للرأي العام العالمي داخل الولايات المتحدة وخارجها، إلاّ أنّ الإدارة الأمريكية تمسكت بإفراط بخيار تدمير النظام العراقي دون أن يدرك أحد أسباب هذا التمسك المفرط، لكن تقريراً أمريكياً خاصاً ذكر بصراحة أن أول سبب لذلك هو أن واشنطن تريد من القضاء على نظام صدام حسين تحقيق مهمة(سايكولوجية)، وهي إجهاض حركة الشعوب الإسلامية ـ وخصوصاً الحركة الإسلامية ـ والقضاء على اعتقادها بإمكان مقاومة الولايات المتحدة الأمريكية. فأمريكا تعلم جيداً أن العراق لا يشكلّ خطراً طارئاً، على الأقل في الفترة الراهنة، وبالصيغة الموصوفة في الإعلام الغربي، إلاّ أن(صدام حسين) يشكّل(كبش فداء) مناسباً لإسقاط عناصر القوة والهيمنة التي تسعى واشنطن للبرهنة على أنها تحتكرها على الحالة العراقية، وتوجيهها كرسالة للتيار الإسلامي، لأنّه يشكّل الخطر الحقيقي الذي يهدّد هذه القيم. فيكشف تقرير(ستراتفور) الأمريكي ـ المعني بتحليل الشؤون السياسية والعسكرية ـ أنه لا توجد سوى دولتين من خارج الولايات المتحدة تؤيدان توجهاتها العسكرية نحو العراق هما:(إسرائيل وبريطانيا)، وفيما عدا ذلك فإن الإدارة الأمريكية من داخل الولايات المتحدة ـ كما دلّت على ذلك إحصائيات