أجريت في ولايات أمريكية مختلفة ـ ومن خارجها، تلقى معارضة شديدة لسياستها هذه غير المبررة. ويقول التقرير: إن هذا السبب السايكولوجي المهم لا تستطيع أن تفصح عنه الإدارة الأمريكية بوضوح ضمن سلسلة التبريرات التي قدمتها لاجتياح العراق كي لا تعمّق عداءها مع العالم العربي والإسلامي، والنتيجة أن أحداً لا يفهم بالضبط سبب التمسك الأمريكي المفرط بضرب العراق رغم موجة المعارضة الشديدة. وذكر التقرير الصادر في 12 آب 2002م، أن الولايات المتحدة تعلم جيداً أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه ليس تنظيم(القاعدة) المتلاشي ولا نظام صدام الهزيل تحديداً، وإنّما موجة الاستياء العام ومشاعر مناهضة للولايات المتحدة الموجودة بقوة لدى شرائح واسعة وكبيرة من الشعوب العربية والإسلامية، على الرغم من أن التقرير ذكر بداية أن مصدر الاستياء من أمريكا هو دعمها المطلق لـ(إسرائيل)، ووجود قواتها في الخليج الفارسي، إلاّ أنّه ذكر أن الإدارة الامريكية تعتقد بأنّها حتى لو غيّرت سياستها تجاه إسرائيل والخليج الفارسي فإنها لن تحظى بحبّ العالم الإسلامي، وأكّد أن الإدارة الأمريكية لن تقبل التخلي ببساطة عن الخليج الفارسي، باعتباره مصدراً مهماً للبترول، والأهم من ذلك، لأن قواتها ستشكل حجر عثرة أساسية أمام أيّة محاولة من الحركة الإسلامية لإقامة كيان إسلامي في المنطقة على غرار نظام الجمهورية الإسلامية في إيران يهدّد الوجود الغربي ـ الأمريكي، باعتباره يمثّل منظومة قيم مختلفة. ومن هنا، فإن أمريكا تعتقد أن مشكلتها ليست مع القاعدة ولا مع نظام صدام تحديداً، وإنّما مع المدّ الإسلامي بعمومه، ومن المهم السيطرة عليه عبر مجموعة إجراءات أهمها القضاء على(سايكولوجية) الحالة الإسلامية التي تحفّز