إن »الهوبزية« نسبةً إلى »توماس هوبزThomas Hobbes «، لها أثر كبير في الفكر القانوني الدولي الغربي عموماً، والأمريكي خصوصاً، و»هوبز« هو مؤلّف كتاب »لوياتان Leviathen« عام1651م، وعنوان هذا الكتاب مأخوذ من »الكتاب المقدّس«، ويعني وحشاً بحرياً، يرمز إلى الشر. ثم استعيرت الكلمة إلى اللغة السياسية لتعني الدولة ذات القبضة الرهيبة القاهرة القادرة على تأكيد سلطتها في كل الأوقات والظروف. ويعدّ »هوبز« مؤسس الواقعية القانونية الحديثة، وملهم النظرية السياسية السائدة في الغرب، وتتلخص نظريته: في أن الطبيعة البشرية في أساسها نزّاعة إلى الغلبة والتسلط والجشع; ولذا فلا معنى لوجود قوانين لا تقف وراءها قوة غالبة قاهرة لتفرضها; لأن طاعة القانون لا يمكن أن تتحقق إلاّ قسراً. ويستطرد »بويل« في كتابه قائلاً: إنّ الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية قد تبنوا هذه النظرية، حيث إن صنّاع القرار في الحكومة الأميركية عندما يعملون وفق المبدأ »الهوبزي«، وهو أن قواعد القانون الدولي هامشية لا جدوى منها; فإنهم بذلك يتصرفون بشكل يدلّ على أن الحكومة الأميركية لا تعير أيّ أهمية إلى توقعات الدول والشعوب الأخرى، فيما تراه أقل درجات الاحترام والتقدير الذي تستحقه في علاقتها مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما يُترجم هذا الموقف »الهوبزي« إلى برنامج عمل في السياسة الخارجية الأميركية; فمن الطبيعي أن يتحول إلى وصفة ناجعة لخلق الخلافات والصعوبات والنزاع مع الدول والشعوب الأخرى; وبهذا تضع الحكومة الأميركية نفسها في موضع; بحيث تصبح الأداة الوحيدة التي تستطيع أن تحقق بها أهدافها هي: الاستعمال الوحشي للقهر السياسي والاقتصادي والعسكري)([274]).