والسنة الشريفة، واستبدلوا الهدى بالضلالة، والخير بالشر، من التائهين في أفلاك الظلامية، وأهواء التعصب المتستر بالدين، والخاضعين لنزعات العنف والإرهاب، تشكل عين نقيضه. وقد وجد فيها الجاهلون، ودعاة الصدام بين الحضارات، ما يبررون به إصرارهم على بث خطاب الكراهية والعدوانية والتجنّي، والترويج لما يقترن به من أفكار مسبقة وأحكام مجانية في بعض وسائل الاتصال والدعاية الرهيبة في الغرب. ولئن وجدت وراء الحملة التي تستهدف طمس ثوابت الإسلام، وعرض حقائقه على عكس ماهي، في المجتمعات غير الإسلامية، حاجات في نفوس الضالعين بها، دينية وثقافية، وسياسية، فإنه من الصدع بالحق القول بأن مضرمي نارها، والدافعين، غيّاً وبغياً، إلى استمرار اشتعالها هم المتعصبون المتطرفون الذين لم يعوا ما في الإسلام من أريحية التسامح، وخالص الدعوة إلى السلام، وعمدوا إلى الخلط بين الدين والسياسة، أي بين منطق الحلال والحرام، ومنطق الصواب والخطأ، لنيل أغراض ليست من الإسلام في شيء، أضحت اليوم غير خافية عن كل ذي حجّى، في البلاد الإسلامية، وخارجها. وإن ظاهرة الغلو في الدين، وتعمد استغلاله لنيل المآرب السياسية لمن أخطر الظواهر المرضية التي شهدها تاريخ المسلمين الذين يتعيّن عليهم اليوم اعتبار التصدي لها بما يضمن اكتمال اجتثاثها من أوكد الأعمال التي يستوجبها الإخلاص في خدمة دينهم القيّم، وصون قيمه من كل نزعات الإفك، والغي، والتعصب. * * * وفي صميم العمل الزكي السخي الذي يهدف إلى إعلاء شأن الإسلام وتعزيز عزّ المسلمين تندرج المنجزات الكمّية والنوعية المتتالية التي تشهدها تونس منذ بواكير عهد السابع من نوفمبر 1987. فقد أراد سيادة الرئيس زين العابدين بن علي، حامي حمى الدين والوطن، لهذا العهد أن يكون عهد الإلتحام بين الدين والدولة، ونزّل التمسك بقيمة التسامح