وتعزها وتحفظها إن كانت مخلصة لوجه الله الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وبيده الخير وإنه لا يذل من والاه ولا يعز من عاداه وإنه على كل شيء قدير. والقوة المادية من القوة الاقتصادية والعسكرية وغيرها، فلدينا عناصر هذه القوة، من الثروات والموارد والطاقات البشرية التي يجب الانتفاع بها وتخطيطها تخطيطا جيدا بالتعاون والتعاضد بين المسلمين وحكوماتهم، استجابة لأمر الله(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وانتم لا تظلمون)([240]). وهذا أمر إلهي موجه إلى الأمة جمعاء لاسيما أولياء الأمور لكي لا يخفوا استطاعتهم وراء المصالح الدنيوية، وبعد ذلك نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين. سادسا: نهضة علمية شاملة وبعد تميزنا بالإسلام في تعاليمه الكامل فإن الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها وهو أحق بها، فقاعدتنا أقوى من اليابان وألمانيا اللتين نهضتا نهضة علمية بعد الدمار الشامل الذي أصاب كلتيهما في الحرب العالمية الثانية، لأن نهضتنا العلمية ستكون على أساس الإيمان والإسلام والإحسان. ولا يمكن أن نستفيد من طاقتنا البشرية ومواردنا إلاّ بالنهضة العلمية الشاملة تشمل الدين والحياة. ويجب فتح المجال للمؤسسات التربوية والتعليمية مسايرة التطورات العلمية مع الصحوة الإسلامية المباركة، ويجب على الحكومات إزالة الحواجز التي بنتها لصد التوعية الإسلامية بين الطلبة في الداخل والخارج. فإن الإسلام لا يفصل بين الدين والدنيا وبين الدين والسياسة وبين الدين والعلوم النافعة.