وفرض على العاملين في الحقل الإسلامي العمل به كاملا على نهج رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، من دعوة الناس في كل مكان وزمان إلى هذا الدين وإلى إقامة دولته ليكون الإسلام ظاهرا على الدين كله. فالرسالة الإسلامية العالمية تشمل الشعوب والحكومات، إما أن تدخل في دين الله باعتناقه وإما أن تعيش في حماية عدالته وإما أن تسالمه دون صد دعوته ومنع انتشاره. فالمواجهة السلمية أولى من الحرب ولا إكراه في الدين. ويجب على الحكومة تسهيلها وتنظيمها وحمايتها وحفظ أمنها وتقديم حسن الإسلام وعدالته بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أمورها والتخلق بأخلاقه وآدابه واتخاذ الوسائل العصرية في نشر الدين في داخل البلاد والمجتمعات الدولية ومنها انتهاز المواضع الإيجابية من العولمة من وسائل العلاقات الدبلوماسية والإعلامية والتجارية والسياحة وغيرها. فإن انهيار الإيديولوجيات من أمارات أن العولمة ستفشل مهما كانت طغيانها وجبروتها، وهذه فرصة الإسلام ومستقبله. ولقد حدث انتشار الإسلام في أوربا وأمريكا بدون دولة تحميها، وخلافة تحرسها، وهذا نور الله الذي لا ينطفئ(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). ولقد رأينا أزمات الثقات بين أهل الغرب بدينهم حتى أن الكنائس مهجورة أو مبيعة أو منقلبة إلى نشاطات لا دينية، والقوانين الوضعية ضعيفة جدا لمواجهة الجنايات حتى ازدادت بنسبة خطيرة، فهذه كلها تجعلنا أكثر أيمانا بضرورة الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس به من الهلاك والضلال. والعولمة جاهلية العصر، تدفع الناس إلى أكثر غلو وفساد من الجاهلية الأولى فيجب دعوة العالم شعوبا وحكومات إلى الإسلام لإخراجهم من هذه الظلمات إلى النور، فحوار الحضارات التي تروجها وسائل الإعلام فرصة للدعوة العالمية،