وتقسيم العالم الإسلامي المعاصر وتفريقه من صناعة الاستعمار بعد تأثرنا بالغزو الفكري العلماني واعتناق قادة البدان الإسلامية بالإيديولوجيات في تحكيم بلادهم وتركوا الإسلام وراءهم ظهريا، وطبقوا النظم والقوانين والنظريات على الشعوب المسلمة حتى أن بعضهم رضوا أن يكونوا خدما لأعدائهم لضرب إخوانهم. ولا حول ولا قوة بالله العلي العظيم. ولقد نادى الإمام جمال الدين الأفغاني بضرورة إنشاء جامعة دولية إسلامية، وما كانت لدعوته استجابة إلاّ حث الشعب الإسلامي عليها، وإنهاض الأمة للاتجاه نحوها. وطوف في أرض الإسلام ما طوف، وما دخل إقليما إسلاميا إلاّ أيقظ أهله، وأزال الغمة، وحاول بعث الهمة، ولكن لا يلبث حكام المسلمين أن يخرجوه من أرض الإسلام حتى ألجؤوه إلى دار الكفر واستمر في محاولته من المنفى إلى المنفى ومن السجن إلى السجن، وهذا من تاريخ علمائنا. ويجب أن يكون مؤتمر الدول الإسلامية تغيير وضعها من أن يكون صالة للمحاضرات والندوات والمناظرات والمشاتمات بين القادة والسادة الملوك والرؤساء إلى مستوى المنظمة الإسلامية العالمية التي تجمع الدول الإسلامية في التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، فإن الشعوب المسلمة ترضى الصبر على الظلم والفسوق والفجور الداخلية مع العمل المتواصل للإصلاح والتواصي بين ذات البين ولكنها لا ترضى أن تكون خدما لبوش الأمريكي وسياستها العولمية. رابعا: الدعوة العالمية فإن الرسالة الخاتمية العالمية التي حمل رايتها الرسول(صلى الله عليه وسلم) لا تنتهي بوفاته، وإنّما تجب مواصلتها على أمته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،