ولابد من علاج الخلافات بين الأمة الإسلامية بالأخوة والتقريب، ابتداء من تقريب المذاهب الإسلامية بتركيز الوحدة في العقيدة الصحيحة التي اتفقنا عليها والشريعة المنصوصة التي اجتمعنا على نصوصها وإجماعها ونترك الخلافات الفرعية بحوثا علمية غنية التي نستفيد في تطبيقها على حسب الظروف المختلفة والواقعيات المتغيرة والمتنوعة. ويجب على الحكومات في الأوطان الإسلامية التحرر من العصبية القومية والوطنية والحدود الجغرافية التي ابتدعها الاستعمار لتشتيت المسلمين حتى يجعلنا غرباء في أوطاننا، وللأجانب أسهل تأشير من الإخوة في الدين، وحتى يضرب بعضنا رقاب بعض، كما أنذرنا الرسول الأعظم(صلى الله عليه وسلم) في وصيته العظيمة في حجة الوداع قبل وفاته ولقائه بالرفيق الأعلى. والله يقول الحق في محكم كتابه: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)([239]). فسبب نزول الآية يدل على دور اليهود في كيدهم ومكرهم فرجع المسلمون الأوائل إلى الله ورسوله، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين فسلموا، وانتصروا على أعدائهم الذين يتربصون بهم الدوائر من مشارق الأرض ومغاربها فانتشر الإسلام بين الأمم والشعوب، وقامت دولته العظمى من الشرق إلى الغرب، وكانت هيبة الأمة الإسلامية منتشرة في العالم من أقصاه إلى أقصاه، ودعاة الإسلام يضربون في الأرض مع بضائعهم لحمل الرسالة الإسلامية العالمية، واتسعت الفتوحات من المحيط إلى المحيط.