تحرير عقيدة أهل مكة من الشرك الذي يدافع عنه أهل مكة نفسها قبل مواجهة الروم والفرس، والشرك لا يتحدد في عبادة الأصنام والأوثان كما فهمه العامة وإنّما يدخل فيه قوانين الحياة ونظمها كما فسّره رسول الله(صلى الله عليه وسلم). وكفى بالحكومات العلمانية أن تخدع الأمة بالاصطلاح الدستوري الماكر الذي وضعت في دستورها أن الإسلام هو الدين الرسمي، وهي كلمة حق أريدها بها باطل. فإن الاستعمار قد جعل الإسلام محكوما عليه على حسب إرادة حكومته، حتى أن وزارات الأوقاف، وإدارات الشؤون الدينية التي أوجدها الاستعمار في عهده ليس إلاّ لحبس الإسلام في سجنه، ولتفتيش المساجد وخطبائها والمدارس الدينية وعلمائها لمنع الوجود الإسلامي في سياسة الحكومة وإدارتها، بل الذنب والجريمة على الدين والأمة والأعظم أمام الله أن نبقى على هذا النهج الضال، ولابد من تحرير الأمة من هذا الاستعمار الذي لا يزال ظاهرا في العالم الإسلامي ويجب ضد سياسة العولمة الأمريكية التي تريد أن يستمر هذا المنهاج المنحرف بصبغة التغيير الديموقراطي. ثانيا: فك الارتباط بأمريكا البلدان الإسلامية غنية بالموارد الطبيعية، من الأراضي الخصبة والمتوفرة بالثروات الزراعية والمعادن الثمينة، قادرة لتصدير الضروريات والحاجيات والترفيات. وخبراؤنا منتشرون في الأرض، وبعضهم في أوربا وأميركا مبعدين من أوطانهم وبعضهم معتقلون لأسباب سياسية، وعمالنا كثيرون، وأسواقنا عظيمة تتكون من أكثر من مليار مسلم في العالم، فلماذا هذا الارتباط الضروري بأمريكا، من عملتها الدولارية إلى قمحها وملابسها بالإضافة إلى رحمة أسلحتها المحدودة