والعولمة المعاصرة التي تغير وجه العالم المعاصر تجعل الأمة الإسلامية تندمج بها ولابد من تحديد موقف إسلامي موحد صحيح لتغيير الدور الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس، على أساس وضعه ربنا تبارك وتعالى في كتابه وقام عليه الرسول الأكرم محمد(صلى الله عليه وسلم). وهو قوله تعالى:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)([236]). وقوله تعالى:(ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدِّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) الحج. العولمية واستراتيجيات الدول الإسلامية فإن رسالة الإسلام خالدة إلى يوم القيامة لا تنتهي بوفاة الرسول(صلى الله عليه وسلم)، وإنّما هي لإنقاذ البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده لا شرك له ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. وإنه من واجب الأمة الإسلامية مواصلة مسيرة هذه الرسالة. والعولمية من حيث المبدأ فتح الميدان الجديد لهذه الرسالة، وفيها تحديات منظمة لمواجهة الإسلام، وقد رأينا مواطن الضعف فيها. ولا يمنع انتشار الإسلام في قلوب الواعين من الناس في الشرق والغرب ومنهم في أمريكا نفسها، في هذا العصر الذي لا تقوم فيها خلافة تحمي الدعوة الإسلامية، وهذه أيضاً من المعجزات، ووفاء العهد الصادق من عند الله، أنه يحفظ هذا الدين ويحميه. ويجب الإيمان بصدق وعده في الدنيا والآخرة، ولقد نصر الله دينه في مواطن كثيرة في عهد النبوة وبعده،(وإن تتولوا