والأخلاق الكريمة واستفادت منها الأمم والشعوب الذين دخلوا في رحاب الدولة الإسلامية العظيمة. ونجح الإسلام في التوفيق والتنسيق بين قوى الحياة وطاقات الإنسان وحاجات البشرية على وجه العموم. وكانت دعوة الآيات القرآنية لا تخص المؤمنين والمسلمين خاصة وإما هي كذلك للناس جميعا، وليست للدخول في الإسلام فقط ولكنهم لا يكرهون في الدين وتحترم حقوقهم الإنسانية. فقال تعالى:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكـم إن الله عليم خبير)(الحجرات). وقال تعالى:(ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين). انتشرت الدعوة الإسلامية بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وسلم) وانتشرت معها عدالة الشريعة الإسلامية في قلوب الناس مع اتساع الدولة الإسلامية وعلاقاتها الدولية ووصلت معلوماتها في الرأي العام بين الدول والشعوب، وانهارت الفرس والروم العظيمتين ودخل الإسلام في الصين في القرن الأول الهجري وبالتالي في جنوب شرق آسيا بطريق التجارة، واستطاعت الخلافة الإسلامية إدارة ولاياتها وشعوبها عدة قرون في فترات لا توجد فيها سهولة الاتصالات والمواصلات، واستفادت الأمم والشعوب من الحضارة الإسلامية، وفاز من دخل الإسلام كافة في الدنيا والآخرة، ومن فصل الدنيا من الدين فليس له في الآخرة من خلاق، بل انهارت في الحياة الدنيا. والعالم في أمس الحاجة إلى الإسلام بعد فشل الدين كله إلاّ الإسلام، وتحمل الناس سلبيات الإيديولوجيات، والقوانين الوضعية. ويجب علينا نحن المسلمين إنقاذ العالم من الدمار، فهذه رسالتنا الخالدة، ولكنه لابد من إصلاح أنفسنا أولا بالرجوع إلى الإسلام من جديد، لأنه لا يصلح لهذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها.