إلاّ وأنتم مسلمون، أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون)([229]). وما دعوة أمريكا إلاّ سلسة من سلاسلة الجاهلية الأولى التي يواجهها الأنبياء والمرسلون بصبغة عصرية. أهمية الموقف الإسلامي الموحد تجاه العولمة الإسلام دين عالمي في عقيدته وشريعته ونظمه، ودور الإسلام للعالم لا للهيمنة والسيطرة والاستعمار، وإنّما هي هداية رب العالمين للناس جميعا، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، وفتح قلوبهم إلى الصراط المستقيم قبل فتح بلادهم، ولذلك يسمى دخول المسلمين في البلدان بالفتوحات لا بالاستعمار، وحرم الظلم والإكراه لأنهما يورثان النفاق الذي يبطل الإيمان، وترك لأهل البلاد حرية الدين والعمل والملكية، واعترف الإسلام في بلاده وحكومته التعددية في الأديان والقوميات واللغات والتقاليد رغم دعوته للناس جميعا إلى هذا الدين. والعولمة التي يعنيها العالم المعاصر على تفسير الولايات المتحدة الأمريكية تخالف الإسلام في معناها الإيديولوجي وهدفها الاستعماري. وأساس العقيدة الإسلامية الإيمان بالله رب العالمين الذي أسلم له من في السموات والأرض، قانتا لقوانينه، خاضعا لسننه، والملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، بل خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين الماء والأرض لآيات لقوم يعقلون. كلها تدل على عالمية العقيدة الإسلامية، وهي دعوة جميع