تأثر العالم الإسلامي من العولمة ولقد ترك الاستعمار الصليبي في العالم الإسلامي المخططات المدروسة لإبعاد الأمة الإسلامية من الدين الكامل كله أو بعضه، وعلموا صعوبة ردتها عن دينها، ثم نجحوا بوسائل الغزو الفكري، بتطبيق العلمانية وأفكارها، وفرض التوجهات المادية ونشر النظريات الإلحادية بين المسلمين. وبالتالي تستفيد الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق العولمة من نجاح المخططات الاستعمارية الماضية على العالم الإسلامي، منها: ففي الناحية السياسية تستفيد من تمكين الفكرة القائمة على فصل الدين عن الحكومة وسياستها، وإدراتها باستخدام الحكومات العلمانية في العالم الإسلامي لتطبيق مخططاتها في البلاد وقمع الحركة الإسلامية التي تدعوا إلى إقامة الحكومة الإسلامية فيها بكل الوسائل القانونية وغير القانونية، حتى أن أمريكا الحامية للديموقراطية تدافع عن الديكتاتورية في البلدان الإسلامية، والرافعة راية حقوق الإنسان وهي تعمى عن انتهاك حقوق الإنسان في العالم الإسلامي، وذلك لصد الإسلاميين من الوصول إلى السلطة وإعادة الحكومة الإسلامية المتحدية الوحيدة للعولمة الأمريكية. وفي الناحية الاقتصادية تسيطر على النشاطات الاقتصادية من الهيمنة على الموارد الأساسية كالبترول والثروة المعدنية وغيرهما والمصانع الكبار، فهذه الفرصة التي أتاحتها الحكومات العلمانية بالإضافة إلى الفكرة الاقتصادية المادية كالتعامل بالربا وغيره التي يقوم بها رجال الأعمال من أبناء المسلمين وتعلقهم بالمؤسسات الاقتصادية الغربية وارتباط الحركة الاقتصادية في حكومات الأراضي الإسلامية بشبكة المنظمات الاقتصادية العالمية التي تهيمن عليها الغرب بقيادة أمريكا، وهي العوامل التي تسهل وسائل العولمة والأمركة في هذا المجال الحيوي.